عشقي الشخصي للتباين والتضاد والاختلاف المحمود: للزوجين واللونين ولرقم الاثنين المتضادين، يدفعني اليوم للكتابة عن معرض الهيئة العامة للآثار والسياحة القادم، تحت عنوان "ألوان السعودية"، أنا أحب الأفكار المختلفة ولهذا أستطيع بكل ثقة، القول إن مثل هذا المعرض يستحق أن يكون (فكرة العام) بأكمله وأكثرها خروجا عن النمطية المطبوعة التي سئم منها الجمهور ورفضها مللاً من الرتابة. هذا الوطن الواسع بنوعه الموحد وتنوعاته المتضادة يستحق أن يكون فكرة (تسويق) إلى مواطنيه، وإلى العالم الفسيح من حولنا مثلما أحلم أن تكون كل صوره المدهشة (بطاقات بريد) في أسواق العالم المختلفة.
ما هي (ألوان السعودية) إذا ما ارتفعنا فوق الصورة و(الفوتوغراف) واللقطة البصرية؟ من هو الذي يجبرنا لأن نكون لوناً واحداً رغم الطيف البصري والفكري والثقافي الواسع الذي تختزنه ذاكرة بلد. وفي قرار (جنوني) قررت قبل شهرين أن أذهب إلى الخط التالي على الخريطة في ظرف أيام أربعة: من أبها حتى وصلت القصيم ثم إلى حائل ومن بعدها إلى المدينة المنورة ثم إلى جدة وبعدها عبرت الساحل التهامي عائداً لمنزلي كي أكمل دائرة هائلة، اكتشفت أن (ألوان السعودية) أكثر دهشة وجمالية من مجرد حصرها في لون واحد وثقافة واحدة أو صورة بصرية نمطية. اكتشفت أن محمد زايد الألمعي هو نفسه سلمان العودة في الهدف النهائي رغم تناقض الآليات. اكتشفت أن القصيمي في شخص (تركي الحمد) هو ذات التغريدة الماتعة لـ(عوض القرني)، الأبهاوي، وكلا الاثنين يتحدثان عن ذات مطالب (الإصلاح) الوطني ولكن باختلاف الطرق والوسائل، اكتشفت أنني مررت على نفس الطريق الطوووويل، جداً بمواقع ومرابع عشرات القبائل، وكلما مررت بنقطة أمنية كنت أبرز (بطاقة الهوية الوطنية): هي مجرد (كارد) جامع شامل يأخذني إلى مسافات (وطن) واحد متوحد ولكن بعشرات الألوان وآلاف الوجوه وبعشرات القبائل ومثلها من الثقافات وصور الاختلاف المحمود البناء، فمن هو الذي يريد أن يجبرنا أن نكون صورة فوتوغرافية أو ثقافية أو فكرية اجتماعية واحدة مستنسخة من بعضها البعض. من هو الذي يريد لنا أن نكون (حياة) فكرية وثقافية وفلكلورية واحدة، ومن لون واحد يلغي بقية الألوان؟ شكراً للأمير سلطان بن سلمان وشكراً للعنوان: ألوان السعودية.