أولادي ضائعون فلا هم تعلموا ولا هم تزوجوا كبقية الناس، بهذه الكلمات الحزينة بدأت المسنة أم متعب تروي مأساتها مع طليقها، والصعوبات التي تواجهها في شق طريقها في الحياة مع أبنائها. وأم متعب امرأه ستينية مطلقة تعيش ظروفا قاسية وتتنقل بين خمس مدن بالمملكة لتطارد طليقها، الذي تخلى عن تسجيل ستة من أبنائهما الـ14 وهم: 4 بنات واحدة في الـ25 من العمر وأخرى في الـ23 وتوأم من البنات في الـ20 وولدان في الـ19 والـ17 عاما.
أم متعب أكدت لـ"الوطن" أنها تخشى أن توافيها المنية قبل أن تطمئن على أولادها الذين لم يتلقوا تعليماً مثل بقية أقرانهم، فهم لا يحملون أية بطاقات لإثبات الهوية عاطلون ويسكنون كعائلة أنهكها العوز ببيت مستأجر مكون من غرفتين مع بناتها ومهددة بالطرد منه لعدم سدادها قيمة الإيجار 20 ألف ريال.
وتسرد أم متعب قصتها التي قضت منها 40 عاما متزوجة من والد الـ14 شابا وفتاة من أبنائها،
وتقول إنها ما زالت تطالب الجهات الرسمية بتسجيل أبنائها الـ6 والذين يرفض الأب تسجيلهم في هويته، ويصر على ذلك مما اضطرها لرفع عدد من الشكاوى للجهات المختصة في الرياض وجدة وجازان، إلا أن خطاباتها تحفظ من دون جدوى، وتوضح أن زوجها الذي دأب على الهرب من بيت الزوجية، كان دائم التردد على جدة والرياض ونجران وجازان والطائف، وتسببت تنقلاته في إهدار حقوق أبنائهما، مع عدم استطاعتها توفير لقمة العيش لهم فاضطرها ذلك للعمل في البيوت كعاملة، وكذلك العمل كعاملة في صالات الأعراس. وتقول إنها طلبت الطلاق من زوجها قبل عشرة أعوام وأيدت طلبها محكمة الضمان والأنكحة بالرياض. وتابعت: أنها لا تحصل على معونة شهرية من الضمان الاجتماعي أو أية جمعيات خيرية وهو ما دفعها إلى العمل كعاملة في المنازل. وتشير أم متعب إلى أن هروب زوجها وتعمده إهمال فلذات كبده غير مبرر، حيث تزوجها زواجا تقليديا وأنجب منها أبناءها الـ14 خلال 40 عاما كانت هي الأب والأم لهم طوال سنوات زواجها، ولما شعرت بالمرض وأصابها الإرهاق والوهن رغبت أن يسجل أبناءه كي يستطيعوا التسجيل في الضمان ويمكنهم الحصول على راتب شهري يكفي حاجاتهم ويكفيهم سؤال الغير ومساعدة الجيران، شاكية من توقف حال بنتيها العرائس أشواق وشوق، اللاتي بلغن من العمر 20 عاما توأم بسبب عدم وجود هويات لهما. وأضافت أنها لا تدري ما سر عناد طليقها وإصراره على عدم تسجيل أبنائه حتى أنه قال لها يوم "لو كان مكتب الأحوال يلتصق باب البيت فلن أسجلهم"، وتضيف أنها عانت من كثرة التقدم بشكاوى للجهات المسؤولة، وقبل عدة أشهر أرسلت شكوى لإمارة الرياض برقم (2952)، والتي بدورها حولتها إلى محافظة جدة برقم (92567) ومنها تم تحويل الشكوى إلى الشرطة التي أحضرت الأب بالقوة الجبرية لتنفيذ طلب أبنائه وتقييدهم بالأحوال المدنية إلا أنه أوقف لساعات وسرعان ما خرج، دون فعل أي شيء وعاد ليهددها من جديد.
وأعربت عن قلقها من أن يتوفى والد أبنائها وتتعقد الأمور أكثر ويظل أبناؤها يعانون من ضياع الهوية الوطنية، وتظل عالقة - هي وأبناؤها - من دون ضمان أو أية هوية تسمح لهم بممارسة حياتهم كبقية أبناء المملكة وهو ما أخر التحاقهم بالتعليم، مشيرة إلى عدم قدرة أبنائها على الخروج من المنزل، وأنها ما زالت تأمل في أن تجد العون من المسؤولين وفاعلي الخير، حيث خيرها مالك المنزل بالطرد إذا لم تسارع بالسداد، وأعياها السؤال من الناس في وقت يعيش فيه الأب في سعادة بين أبنائه من زوجة أخرى.