يعملون على مدار 24 ساعة يومياً، منذ أعلن هلال هذا الشهر الكريم، الذي انقضى منه النصف الأول، بلا كلل ولا ملل، متواجدين في داخل أروقة البيت العتيق، وحدود المسجد الحرام الخارجية، يفوق عددهم الـ 1400 شاب، لهم زيهم الخاص، الذي كتب عليه "شباب مكة في خدمتك"، ويواكب هذا العام السنة التاسعة لهم على التوالي.

يتبع هذا البرنامج مشروع تعظيم البلد الحرام، ويقوم بتغطية 9 مناشط رئيسية كما يشير إلى ذلك مدير البرنامج خالد وافي في حديثه إلى "الوطن"، إلا أن أهم برامجهم "تطويف وتسعية" كبار السن والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة من دون مقابل مادي، بطاقة استيعابية يومية بـ500 عربة تابعة لرئاسة شؤون الحرم المكي، وتشير تقديرات المسؤولين إلى أن عدد الذين تم تطويفهم وتسعيتهم عن طريق "البرنامج"، تجاوز ستة آلاف معتمر خلال العشر الأول من رمضان.

وتستطيع أن تطالع الأهداف الاستراتيجية من البرنامج، التي تتركز في محورين، الأول إعادة تاريخ الوفادة المكية، التي اشتهر بها أهل مكة قديماً، والهدف الثاني تعزيز الأخوة الإيمانية في نفوس الشباب المكي.

مدير وحدة التطوير في "برنامج شباب مكة في خدمتك" فهد الشريف، أشار إلى أن البرنامج يستقبل سنوياً أكثر من 3 آلاف طلب عن طريق الموقع الإلكتروني، وتم اختيار 1400 شاب منهم، مبيناً أن البرنامج يقوم بفرز وإجراء مقابلات شخصية ومنح دورات متخصصة للمتقدمين قبل الشروع في تقديم الخدمات لعمّار بيت الله الحرام، ويضيف أن عدد المستفيدين منه بلغ أكثر من 290 ألف مستفيد حتى الآن، متوقعاً تجاوز الرقم إلى المليون مستفيد بنهاية رمضان الجاري.

ولعبت الشراكات دوراً مهماً في صياغة الفاعلية الكبيرة لبرنامج "شباب مكة في خدمتك"، التي يقول عنها الوافي: "استطعنا بفضل الله ثم بفضل الشراكات الفاعلة مع عدد من الجهات الرسمية على رأسها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام على تكوين قاعدة شبابية لتقديم الخدمات المجانية لضيوف الرحمن".

فكرة البرنامج التي تطورت بشكل سريع جاءت عندما لاحظ أبناء العاصمة المقدسة، ما يواجهه الزوار والمعتمرون وخاصة كبار السن والمرضى من الصعوبة والمشقة في أداء مناسك العمرة من طواف وسعي كونها تحتاج إلى مشي وحركة دائمة.

كما أن هناك برامج مساندة يقوم بها البرنامج، وهي تشكل حزمة أعمال تطوعية، كنشاط "التوعية بحق الطريق"، لقاصدي المسجد الحرام منعاً للتكدس والزحام بالتعاون مع الجهات الأمنية، لمكافحة الافتراش، التي تؤدي إلى عرقلة المارة، فضلا عن وجود مجموعة أخرى تقوم بمساندة شرطة المرور، في تنظيم حركة السير وترتيب سيارات المعتمرين وتهيئة المداخل والمخارج لها في المواقف المخصصة لها، وأخرى تخصصت في "إسعاف المصابين"، داخل المسجد الحرام بالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي، بعد تلقينهم دورات تدريبية مكثفة في ذلك.

"إرشاد التائهين"، يمثل أحد الأنشطة الرئيسية في البرنامج، وبخاصة مع القادمين لأداء نسك العمرة من خارج المملكة، حيث يقومون بإيصاله إلى مقر سكنه، ويرشدون يومياً ألف معتمر وزائر، مستخدمين آلية البحث الإلكتروني لمساكن الحجاج والمعتمرين، ليسهل عليهم توصيل التائه في سرعة قياسية هائلة.

ومن المناشط الخدمية التي لاقت استحساناً من قبل المعتمرين، ما يعرف بخدمات عربات الإحسان (الجولف)، التي أطلقت العام الماضي، وجرى توسيعها العام الجاري، التي تقلّ كبار السن والمرضى والعاجزين عن السير من نقاط حجز السيارات إلى أبواب المسجد الحرام.