حاسة البصر من أهم الحواس الخمس، لأنها المسؤولة عن تلقي أغلب الإشارات التي تدخل إلى الدماغ مما يحيط بالإنسان من أحداث ومواقف.

ويقول استشاري أمراض وجراحة العيون الدكتور رامي محمد نتيفة في مستشفى غسان فرعون بعسير إن هناك بعض أمراض العين تتحسن تحسنا ملموسا بالصوم.. وهذا من حكمة الله جل وعلا أن جعل الصوم مفيدا لصحة الإنسان، لقوله تعالى "وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" (البقرة: 184).

ومن أهم أمراض العيون التي تتحسن بالصوم الجلوكوما (الماء الأزرق) وهي عبارة عن ارتفاع في ضغط العين، وانكماش في المجال البصري، وهو ما يؤدي في النهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري الأمر الذي ينتج عنه كف البصر (العمى).

وأضاف نتيفة أنه وجد أن هذا المرض يتحسن تحسنا ملحوظا بالصوم، إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان بالإضافة إلى صوم النافلة.

ويمكن تفسير ذلك بأنه أثناء الصيام يزيد تركيز الدم، أي تقل نسبة الماء الموجودة فيه، وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم.

ولهذا نجد أن زوائد الجسم بالعين المسؤولة عن إفراز السائل المائي تتأثر بنفس الطريقة، مما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز السائل المائي المسؤول عن تنظيم حفظ العين فسيولوجيا.

والصوم بدوره يؤدي إلى انخفاض في معدل إفراز السائل المائي، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض ضغط العين الداخلي، وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيط نشاط زوائد الجسم الهدبي.

وأشار الدكتور رامي إلى أنه من الضروري عدم الإفراط في تناول كميات كبيرة من السوائل أو المشروبات والماء بعد سماع أذان المغرب مباشرة، بينما تكون المعدة في هذه الحالة خالية تماما.