تتحسر "أم أحمد" على حرمان عائلتها من أهم محتويات الأطباق الرمضانية هذا العام، بعدما نقلت إليها الأقدار إصابة فلذة كبدها "سمية" ابنة السنوات العشر بمرض السكري، لتمنع عن نفسها وأسرتها أشهي المأكولات مثل طبق المعجنات والحلويات وغيرها، خوفاً من أن تراها الصغيرة وتتعلق بها نفسها، ولا تستطيع منعها من تناولها.

منيفة فياض العنزي المعروفة بـ"أم أحمد" تقول إنها ليست كغيرها من الأمهات اللاتي يتمتعن بتحضير الأطباق، لأن رمضان هذا العام جاء مختلفاً عليها عما سبق، بعدما اكتشفت أن طفلتها مصابة بالسكري، الأمر الذي جعلها تحرم كافة أفراد الأسرة من بعض الأطباق الرمضانية، خوفا من أن تراها الصغيرة، ويصعب التحكم برغبتها، مما سيؤثر على صحتها. وتضيف أم أحمد أن مصدر خوفها يأتي من أن طفلتها لا تزال صغيرة، ولا يمكنها التحكم في شهيتها لتلك الأصناف، لذا قررت حجب جميع أفراد العائلة من المأكولات التي قد تضر بصحة "سمية" حتى تضمن عدم المساس بمشاعرها، خصوصاً أنها تعيش حالة استثنائية وليست كغيرها من الأطفال الذين يتناولون ما يحلو لهم من السكاكر والمعجنات والعصائر.

ولم تكن منيفة العنزي وحدها التي تضامنت هي وأسرتها مع ابنتها المصابة، بل تشاركها أم خالد المعاناة نفسها، ولكن بحالة استثنائية أخرى تمثلت في إصابة ابنها خالد بداء السمنة لتحجب هي الأخرى أفراد عائلتها عن أنواع المعجنات التي تحرص ربات البيوت على إعدادها لوجبة الإفطار، وتقول إنها اتفقت مع جميع أفراد العائلة على أن تخلو مائدتهم من المعجنات والحلويات التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن، مشيرة إلى أنها نجحت بالفعل في الموازنة بين صحة ابنها ورغبات أسرتها وإرضاء جميع الأطراف، بقيامها بإعداد هذه الأصناف بعد خروج ابنها "خالد" للنادي الرياضي عقب الإفطار.

وعبرت بحزن فايزة خالد الحبلاني عن عالم اللامسموح الذي تعايشت معه طوال ثلاثة رمضانات سابقة، بعدما أصيب زوجها بداء السكري، مما أجبرها على العيش في عالم اللامسموح في الوجبات الرمضانية، خصوصاً أنواع الحلويات والمعجنات التي كان يفضلها جميع أفراد العائلة، مبينة أنها قررت منذ ذلك الحين إعداد هذه الأطباق، خفية احتراما لمشاعر زوجها الذي لا يقوي على مقاومة حبه للحلويات.

في المقابل، ترى طبيبة الأطفال المقيمة بمستشفى الأطفال بالمدينة المنورة الدكتورة إسراء محمود أن الأم لها دور كبير في الحرص على حماية أطفالها وجميع أفراد عائلتها، خاصة فيما يتعلق بالوجبات التي تقدمها لهم، مشيرة إلى أن العديد من ربات المنازل يسرفن في صنع الحلويات والمعجنات خلال شهر رمضان، وأنه لابد من أخذ الحيطة والحذر من شهوة الأطفال المصابين بمرض السكر، لأنه مرض مزمن نتيجة الخلل في الأنسولين، أو نتيجة اضطراب في الدهون والنشويات خلال الهضم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته في الجسم.

وعن أشهر أنواع السكري التي قد تتأثر ببعض المأكولات الرمضانية، تقول الدكتورة إسراء إن أشهر الأنواع هو الناتج عن الخلل المناعي، ويعتمد علاجه على إعطاء أنسولين خارجي، فيما يأتي النوع الثاني وهو الأكثر لدى الأطفال نتيجة السمنة ومقاومة الأنسولين للدم، ناصحة الأمهات بضرورة متابعة الأطفال وعمل حمية غذائية لهم، مع المحافظة على أداء التمارين، وكذلك منع السمنة أو الحد منها بالتركيز على الفواكه والخضراوات والبعد عن الحلويات والمعجنات والوجبات الجاهزة.