وفاء آل منصور
في إحدى الليالي الدافئة، شعرت بشعور يلتف حول قلبي كطوق من حنين أيقظته هزيع الليالي الساكنة، فقمت بإرسال إهداء معبر، فيه من الحكمة الكثير لإحدى صديقاتي المقربات وأقول في مختصر الرسالة "إهداء لأروع صديقة" برابط الإهداء فما كان منها إلا أن ترسل قائلة لم أكمل سماعها فقد كان وقعها قويا على نفسي فلم أتحمل أن أكملها فقد حركت وجداني وأيقظت مشاعري لم أستطع أن أسمعها حتى النهاية فقد أبكتني ودهورت كياني المتماسك..
لم أكن أتوقع أن تكون ردة فعل صديقتي هكذا فقمت بسماع الإهداء مرات عديدة لشعوري إنني اقترفت جرما في حضرة الصمت فلم أجد ذلك الشيء المحرك لعجلة الشعور بداخلي فقط كانت بالنسبة لي مجرد أغنية تبعث موسيقاها الاسترخاء في النفس والتأمل في هذه الحياة فليس كل ما نسمعه يثيرنا ويزلزل أركاننا ويتركنا نعيش على شهقات الماضي وعبرات المستقبل..
اتركوا لأنفسكم الحانية وقلوبكم الضعيفة فرصة التفريق بين الحنين والألم.. فالأول يتركنا بائسين على أطلال الشعور والآخر يجعل منا وليمة سهلة لتأنيب الضمير أن تعيشوا بربع شعور أفضل من كمال الشعور الذي أصبح كابوسا يخيم على أرواحنا المختبئة وراء جدران الحياة المطلية بالكدر والضيق وفوضى من المشاعر المركونة أسفل صدورنا..
أتركوا أغنيات الماضي الحزينة فثم في الحاضر ما هو أجمل وأرقى لا تكترثوا لطرق الماضي وانعواج أرصفته، بل كونوا مدركين مع كل صباح أن هناك شمسا جديدة تحتضننا بدفئها ولا تكترث لحنينها الذي يباغتها أثناء غيابها عن كوكبنا.. تذكروا أن ثمة أناسا تكبدت أحاسيسهم خسائر فادحة جراء نزوة شعور عابرة، تخالجهم مشاعر الألم المزمن والحنين المضني فقبعوا في دائرته المهلكة واقفين بلا حراك حسي..
أركنوا مشاعركم بعيدا عنكم في الركن الأخير من أرواحكم كي لا تعتادوا اللجوء والتسلل إليها وقت انفجار براكين الروح وفيضان أهازيج الحنين المؤلم.