بإعلان شركتي "الصحراء للبتروكيماويات" و"سبكيم العالمية"، مؤخرا تفاهما مبدئيا فيما بينهما لدراسة الجدوى الاقتصادية لاندماج الشركتين، فإن ذلك سيخلق - لو تم - رابع أكبر شركة بتروكيماويات في السعودية برأسمال 8.1 مليارات ريال، بعد شركات "سابك" (رأس المال 30 مليار ريال)، و"كيان السعودية" (رأس المال 15 مليار ريال)، و"بترو رابغ" (رأس المال 8.76 مليارات ريال). ويبلغ رأسمال شركة سبكيم 3.67 مليارات ريال، بينما يبلغ رأسمال شركة الصحراء 4.39 مليارات ريال.

وثمن المحلل الاقتصادي محمد العمران، خطوة شركتي الصحراء وسبكيم الهادفة اندماج الشركتين، وقال من المتوقع أن ينتج عن هذا الاندماج تكامل عمودي وأفقي بين الشركتين. ومن المتوقع أن تستفيد منه كلا الشركتين على اعتبار أن هذا التكامل سيؤدي إلى زيادة فعالية الإنتاج وتقليل التكاليف بسبب تشابه النشاط الصناعي واختلاف المنتجات فيما بينهما. بحيث يكملان بعضهما البعض بعد الاندماج والأهم وجود تكاليف متكررة يمكن التخلص منها. أما فيما يتعلق بالصعوبات فقال عنها: أعتقد أن الصعوبات الفنية يمكن تجاوزها بسهولة لكن الصعوبات البيروقراطية تبدو لي أكثر صعوبة والمعوق الأبرز لعملية الاندماج، التي قد تستهلك غالبية الوقت. أما عن الإيجابيات فبالتأكيد ستكون ملموسة إن على الشركتين أو على اقتصاد المملكة مع تكوين كيان صناعي كبير يستطيع مواجهة التحديات التسويقية التي تواجهه صناعة البتروكيماويات العالمية، والتي تستلزم وجود موارد وإمكانات كبيرة لمواجهة منافسة قوية بين شركات عالمية كبرى.

وقال من المهم لأي عملية اندماج أن تكون هناك قيمة مضافة من هذا الاندماج وإلا لن يكون الاندماج مفيدا، وبالنسبة لأية اندماجات محتملة في الصناعة البتروكيماوية في المملكة فأعتقد أن المجال مفتوح لأن نرى مبادرات أخرى مستقبلا بشرط أن يؤدي الاندماج إلى تكامل يفيد الشركات الداخلة فيه إن كان على شكل تحسين للمنتجات أو تطوير لمنتجات جديدة أو تقليص للتكاليف وزيادة لفعالية الإنتاج أو غيره من المكاسب المحتملة وهذا هو جوهر مفهوم الاندماج.

من جهته، قال العضو المنتدب لشركة تنمية بالجبيل المهندس علي الشعير، إن الاندماجات بين الشركات يشكل قوة لها في هيكلها وتقنياتها وإنتاجها، مشيرا إلى أن التكامل الصناعي عبارة عن العلاقة التي تنشأ بين منشأتين أو أكثر خلال مراحل العملية الإنتاجية لمنتج ما. وتلك العلاقة يتم من خلالها إنجاز مرحلة أو أكثر من عملية الإنتاج وفقا لعقد يتم بين تلك المنشأتين، مشيرا إلى أنه يرى أن هناك أنواعا من التكامل بين الجهات المختلفة على مستوى المملكة والجبيل بشكل خاص ولكنها ليست مفعلة وبالدرجة المطلوبة.