تنتشر في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة الاعتكاف في المساجد اقتداء بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مع دخول العشر الأواخر، تلك العبادة التي يجد فيها الكثيرون روحانية وسعادة كبيرة.

ويذكر أحمد البلوي "أحد المعتكفين" أن الاعتكاف فيه خلوة للإنسان بربه وهو ما يعمق شعور الإنسان بلذة الطاعة والطمأنينة، ويحصل بذلك على مقصود الاعتكاف. فيما يشير محمد الشمراني "معتكف آخر"، إلى أنه يحرص على الاعتكاف في المسجد الحرام ليزيد قربا من الله ونيلا للحسنات، خصوصا وأن هذه الأيام فضيلة وفيها ليلة القدر، معقباً أن هذه الأيام هي من مواسم الأجر والطاعة ويحرص أن يدرك فضلها بزيادة القيام والعبادة.

وأوضح المحاضر بقسم الفقه المقارن بجامعة تبوك الشيخ ماجد بلال، أن الاعتكاف سنة مؤكدة لم يتركها الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي، مشيرا إلى أن الاعتكاف هو لزوم المسجد تعبدا لله تعالى.

ويذكر بلال عن مدة الاعتكاف، أن أقصر مدة تكون يوما أو ليلة ويصح في كل وقت، مردفا أنه يستحب في العشر الأواخر من رمضان، واصفا الاعتكاف بأنه نوع من الرباط في سبيل الله، ومن فوائده أنه يضمن إدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ويسلم من الآثام والمعاصي ويرجى أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

وأضاف بلال أن الاعتكاف يبطل بمباشرة النساء، مذكرا المعتكف بأنه ينبغي ألا ينشغل بالجوال أو الإنترنت أو الأحاديث الجانبية فيضيع عليه الأجر بذلك، مبينا أنه ينبغي عليه أن ينشغل بقراءة القرآن والذكر والدعاء.

وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قد أكدت على مساجدها بأهمية إلزام الراغبين من المصلين بالاعتكاف بالشروط التنظيمية الخاصة بهذه العبادة، ومنها: أن يقوم المعتكف بتعبئة استمارة أعدت لهذا الغرض، وأن تحتفظ إدارة المسجد بصورة من الهوية الخاصة بالمعتكف.