كشف أمير منطقة الرياض خالد بن بندر بن عبدالعزيز، أن الإمارة بالتعاون مع أمانة الرياض تتجه إلى توفير كامل ما تحتاجه أحياء جنوب الرياض من طرق وصرف صحي وكهرباء، مشيراً إلى أنه عقد اجتماعاً مؤخرا مع أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل لوضع خطة لتنمية جنوب الرياض وتوفير كامل المتطلبات.

جاء ذلك عقب افتتاحه مركز جمعية الأطفال المعوقين بحي الشفا بجنوب العاصمة مساء أول من أمس بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ونائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.

وأعرب أمير منطقة الرياض في تصريحات صحفية عن سعادته واعتزازه بافتتاح هذا المركز الخدمي الحضاري لينضم إلى منظومة برامج الرعاية المقدمة للمعاقين في المملكة بوجه عام، والرياض بوجه خاص، وتابع "أود أن أنوه بمبادرة الجمعية بإنشاء مراكز الأحياء، وسنعمل من خلال إمارة منطقة الرياض على تقديم كل الدعم الممكن لهذا التوجه" معرباً عن اعتزازه ومحبته للمعاقين وتمنى لهم الشفاء العاجل".

وبين أن إمارة الرياض والأمانة تعملان على توفير مواقع لجمعية الأطفال المعوقين، مؤكداً دعمه لمشروع وزارة التربية بدمج دراسة المعاقين في التعليم العام.

من جهته، أوضح الأمير سلطان بن سلمان أن مركز جنوب الرياض يعد أول مركز فرعي تقيمه جمعية الأطفال المعوقين، إضافة إلى إنشاء مركز آخر في شرق الرياض ضمن خطتها لإيصال خدماتها إلى الأحياء الأكثر كثافة سكانية داخل المدن، مشيراً إلى أن الجمعية تستعد لافتتاح مركزين جديدين في منطقة الباحة ومحافظة الرس بعد اكتمال الأعمال الإنشائية فيهما، ليصل عدد المراكز التي أنشأتها الجمعية إلى 10.

وأضاف أن الجمعية تمكنت خلال العام المنصرم من قطع أشواط ملموسة في مسيرة استكمال مظلة خدمات الجمعية في عدد من المناطق بمساندة وتفاعل العديد من القطاعات والأفراد، إلى جانب مواصلة نهج بناء شراكات إستراتيجية لتعزيز موارد الجمعية وللتصدي لقضية الإعاقة، لافتاً إلى أن الجمعية التي بدأت خدماتها بمركز واحد عام 1407 باتت تضم عشرة مراكز تصل ميزانيتها إلى أكثر من 70 مليون ريال.

من جانبه، أوضح أمين عام الجمعية عوض الغامدي أن الطاقة الاستيعابية لمركز رعاية الأطفال المعوقين بجنوب الرياض تبلغ نحو 100 طفل، بعد أن كان يستقبل منذ بدء تشغيله التجريبي قبل عدة شهور 50 طفلاً يومياً، إضافة إلى وجود 40 من الأخصائيات والمعلمات ضمن منظومة رعاية تجسد ما وصلت إليه المملكة من مستوى في التصدي لقضية الإعاقة.

وبين أن المركز أقيم على مساحة 5 آلاف متر مربع، بتكلفة وصلت إلى 12 مليون ريال، وبدأ في تقديم برامج رعاية علاجية وتعليمية وتأهيلية مجانية لنحو مائة طفل يومياً بطاقته القصوى، إلى جانب الخدمات الاستشارية لأسر الأطفال المعاقين والمهتمين بقضية الإعاقة، فيما تبلغ تكلفة تشغيل المركز أكثر من ثلاثة ملايين ريال سنوياً.

ولفت الغامدي إلى أن مبنى المركز يضم قسماً تعليمياً وآخر طبياً ومسبحاً طبياً وخدمات المراجعة اليومية، وقاعة متعددة الإغراض إلى جانب القسم الإداري والخدمات المساندة، مشيراً إلى قيام علاقة مباشرة بين مركز الملك فهد لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض والمركز الجديد، بما يسهم في استمرارية تغطية برامج الرعاية المطلوبة والخدمات المساندة، خاصة ورش الجبائر ووحدة علاج الأسنان.

وأضاف "الغامدي" أن مركز جنوب الرياض يقدم منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم.

ويقدم المركز برنامجاً تربوياً تعليمياً داخل الجناح التعليمي بالمركز الذي يضم ثلاث مراحل تعليمية: مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة التمهيدي ومرحلة الابتدائي، بالإضافة إلى الأنشطة المساندة "معمل الحاسب الآلي- الورشة الفنية- غرفة المصادر"، وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم ونوعية الإعاقة وسن الطفل، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

ويمكِّن المركز الكثير من الأطفال من التأهيل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل، إلى جانب وحدة العلاج النفسي، وتتولى العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي، مما يمكِّن العاملين مع الطفل- سواء الأهل أو المعلمة- من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين.