كلما حاولت أن أفهم عقليات بعض المسؤولين أفشل.. كلما حاولت أن أدافع عن بعض مسؤولي الجامعات وأبرر تصرفاتهم أفشل.. كلما حاولت أن أقنع أحدا بأن مسؤولي الجامعات مجاهدون من أجلنا أفشل..!

أفشل في تبرير تصرف جامعة الطائف حين ضمنت اختبار توظيف المعيدات أسئلة عن الرياضة، فماذا أقول ومدير الجامعة اعترف

لـ"الاقتصادية" أنه على علم بهذه الأسئلة، لكنه لا يعلم هل هو سؤال أم سؤالان؟ معتبرا أنه يجب على الفتاة الإلمام بكل الثقافات وكل المجالات؛ وإلا فهي غير مؤهلة لأن تكون عضو هيئة تدريس في جامعة الطائف.. ماذا أقول ومدير الجامعة يقول: "وفي حال لم تتمكن المتقدمة من الإجابة على أي سؤال، فإنها ليست نهاية المطاف".. وكأنه لا يعلم أن الاختبار منافسة على التوظيف..!

"أبيخ نكته"؛ أن تسمع بجامعة تطالب موظفاتها بالإلمام بأطوال الملاعب الرياضية وعدد لاعبي لعبة "الإسكواش" وأنظمة لعبة كرة الطائرة، والجامعة لم تستطع إدخال الرياضة في كليات البنات..!

أسئلة اختبارات التوظيف مستفزة للمتقدمين، وأسئلة المقابلات الشخصية للمرشحين للوظائف أكثر استفزازا، ولو وضعت كاميرات في غرف المقابلات الشخصية، لرأينا العجب العجاب مما نسمع من أسئلة في تلك الإدارات والجامعات..!

شخصيا، أتهم من يضع أسئلة تعجيزية لا تهم المتقدم ولا الوظيفة المتقدَّم لشغلها.. بتعمد استفزاز الناس وتقصد التضييق عليهم في معيشتهم، حتى لو نال الوظيفة سيظن أنه نالها بفضل وكرمٍ من هذا أو ذاك؛ لأنه لم يجب على بعض الأسئلة التي وضعت كـ"عتبة أولى" للوظيفة فأصبحت "عقبة أولى".

تخيلت ـ وأعتذر من كل مسؤول عن جرأة خيال وعجزي عن كبحه ـ أن اختبارات التوظيف تطبق أولا على مسؤول تلك الإدارة وتعلن نتيجته ليكون محفزا للمتقدمين في حال تفوقه، أو مقياسا لمستوى الاختبار في حال فشله قبل أن يظلم به شاب أو فتاة يحلم بمستقبل جميل له ولوطنه..!

(بين قوسين)

هل تقسو الجامعات على من تستقدمهم من إخواننا الوافدين للتدريس فيها، كما تقسو على أبناء الوطن.. بحجة الحرص على اختيار الأنسب لها؟