بين صورتي "بكر عطياني" قبل اختطافه وبعد تحريره تتلخص صورة "الصحفي"، وتتكشف معاناته رغم أنه لا يعادي أحداً، ورغم أنه يتعامل مع كل الأطراف بطريقةٍ واحدةٍ بحثاً عن "الحق".

بين شحوب وجه مراسل "العربية" بكر عطياني أمس، ونضارة وجهه قبل 18 شهراً، تُروى حكاية المتاعب التي يتوقعها الصحفي كل لحظة أثناء عمله.

وقفت قناة العربية بكل من وما فيها لحظة وصول زميلهم بكر عطياني المختطف منذ 18 شهراً..

ووقف استديو الأخبار في قناة العربية ليكشف للعالم قيمة "الصحفي" في عيون الكاميرا.. وقلوب الإعلاميين.

باشرت كاميرات "العربية" وصول ابنها "بكر" إلى مقرها وزفته إلى طاولة الأخبار لتحاوره المذيعة لينا الحسين ويتحدث للعالم عن معاناته.. وعن الإجرام الذي حول صحفياً من صانع فيلم وثائقي إلى حدث لفيلم إجرامي بلا ذنب، إلا أنه اختار مهنة تخدم البشرية على حساب جسد صاحبها.

فرحت كـ"صحفي" بوقفة كل من في صالة أخبار العربية لمشاهدة حديث زميلهم المختطف، رغم أن طاولة كل واحدٍ منهم تحوي شاشة للعربية.. فرحت لأني رأيتُ وقوفهم تقديراً لـ"بكر" واحتراماً لشجاعته التي جعلته سابقاً يترك وطنه ليبحث عن الحقيقة في مواطن الموت والهلاك.. ليعود من رحلة العذاب بلا جسد إلا ما يحمل روحه.. وبلا مكسب إلا الأمراض والكثير من التعب.

(بين قوسين)

كان الإعلام يحتاج إلى هذه الوقفة ليرفع قيمة الإعلامي الذي يعشق المتاعب من أجل البشرية ومن أجل الحقيقة التي أصبحت شحيحة في وقت كثر فيه الكذب.