أحياناً نحن بحاجة للعتب.. وبحاجة ماسّة إلى أن يعرف الطرف الآخر أننا عاتبون عليه.. يقول المتنبي: "لعلّ عَتْبَك محمودٌ عواقِبهُ.. فربما صحّتِ الأجسامُ بالعللِ".. رئيس هيئة الهلال الأحمر السعوي أفصح للرأي العام المحلي عن عتبه الشديد على المستشفيات الخاصة في السعودية.. أنا أسميته عتباً، بينما هناك من يراه غضبا واحتجاجا علنيّاً غير مسبوق!
مؤكد أن الأمير فيصل - رئيس هذا الجهاز الحيوي - يتحدث وفقاً لتقارير تصله باستمرار من الميدان.. تقول هذه التقارير الموثقة إن هناك مستشفيات خاصة في السعودية ترفض استقبال الحالات الإسعافية، وهو ما يعرض حياة المصابين - وخاصة مصابي الحوادث المرورية - للخطر.. ويطالب وزارة الصحة بإلزام هذه المؤسسات الصحية بـ"استقبال الحالات الإسعافية التي تصل إليها وتقدم العلاج لها حتى تستقر الحالة بغض النظر عن الجنسية أوجهة العمل وألاّ تعمد إلى مساومة المصاب وذويه على مبالغ كبيرة أو رفض قبوله لعدم وجود تأمين صحي"!
لا نملك سوى الاتفاق مع الأمير ونشاركه العتب - والغضب - نحن لا نتحدث عن تجارة بيع عقارات أو أسهم.. نحن نتحدث عن مهنة إنسانية.. من حق هذه المستشفيات الخاصة - التي تتقاضى دعماً وقروضاً بمبالغ مرتفعة - إغلاق أبواب العيادات الاستشارية، وعيادات التجميل والأسنان وغيرها.. لكن ليس من المقبول نهائياً إغلاق أبواب الطوارئ.. أبواب الطوارئ لا يدخل معها سوى أصحاب الحالات الطارئة.. يجب أن ينتصر المجتمع لرأي رئيس هيئة الهلال الأحمر.. نحن أمام ابتزاز علني.. أمام أشخاص جشعين يتاجرون بحياة الناس ولا يرونهم سوى موارد مالية.. افعلها قبل أن تتعرض يوماً ما لحادث مروري - لا سمح الله - ويرفض أحد المستشفيات الخاصة استقبال حالتك وتموت عند باب المستشفى!