بينما يمثل نحو 5 ملايين شجرة من أشجار نخيل الزينة في الطرقات العامة وحول المنازل في المدينة المنورة مظهرا جماليا لقاطني وزوار طيبة، إلا أنها تستهوي المارة، خاصة خلال هذه الأيام، حيث يقطفون من ثمارها ويستظلون بظلها.

ويزرع النخيل بصورة فردية أو في مجموعات، تتكون كل مجموعة من نوع واحد، بحيث لا تتداخل ظلالها مع بعضها، وتستعمل بعض أنواع النخيل في تشجير جوانب الطرق، حيث لا تعوق حركة المرور، أو تزرع في المنظر الخلفي للحدائق أو أمام المباني الكبيرة. ويراعى عند زراعة أشجار النخيل في المكان المستديم وضع القيمة التنسيقية لها في المكان المناسب، بحيث تتناسب من حيث الارتفاع واللون وسرعة النمو مع المباني القريبة منها وطرز هذه المباني، حيث يوحي نخيل الزينة بالفخامة والعظمة والجمال المتفرد.

وأشار المواطن محمد الفايدي الى أنه يزرع النخيل أمام منزله للاستفادة من ظلها وثمرها، كما أنه يقوم بزراعتها في حديقة المنزل، إذ إنها تقوم مقام الأشجار في الحدائق الصغيرة، حيث يتناسب حجمها مع صغر مساحة الحديقة وتهيئ مدخلاً جميلاً للحديقة والمبنى وتحدد الطرق والمشايات.

وأضاف أن بيئة منطقة المدينة المنورة الحارة تساعد في سرعة ثمر النخيل وتزيد من الأهمية الاقتصادية، لافتا إلى أن لها أهمية طبية كإنتاج الأدوية والعقاقير، التي تستخرج من بذورها وأوراقها وأزهارها، كما أنها تخفف من درجات الحرارة وترفع الرطوبة.

من جهته، حذر رئيس اللجنة الزراعية بمنطقة المدينة المنورة المهندس حمود عليثة من أكل هذه التمور، مبينا أن نخيل الزينة تتعرض إلى عوادم وكربونات السيارات، التي تؤثر على جودتها ولا تجعلها صالحة للأكل. ولفت إلى أن الأمانة لا تلقحها كي تثمر، وإنما العمال الذين يستغلون وجودها ويقومون بتوبيرها لكي يجعلونها غذاء لأغنامهم. وبين أن الأمانة تلقح بعض مواقع النخيل مثل الحديقة المركزية من الداخل وبعض حدائق المدينة، ويشير إلى أن نخيل الحدائق والتي لا تتعرض للكربونات والعوادم يصلح أكلها لعدم تعرضها لكثافة السيارات.

من جهتها، كشفت الأخصائية الغذائية الدكتورة نادية الكاف أن عدد النخيل في العالم زاد على 100 مليون نخلة، 90 مليونا منها في العالم العربي. وأفادت أنه يوجد نحو 35 مليون نخلة في المملكة، منها 23 مليونا بالمدينة المنورة، مبينة أنه لا يوجد في المملكة على مستوى الإنتاج أشجار نخيل معدلة وراثيا. وعن العوائق التي تحد من زراعة النخيل بالمملكة، أشارت إلى أن منها انتشار الأمراض، والحشرات، وأشهرها سوسة النخيل الحمراء، وزحف البنيان إلى الأراضي الصالحة لزراعة النخيل.