لم تعد الكتب الخاصة بالطبخ المنزلي تجد مكانا لها في أوساط ربات البيوت، لا سيما مع اعتماد عدد منهن على الوصفات الرمضانية التي تنهال عليهن من كل مكان عبر خدمة "الواتس أب"، إذ باتت تلك الخدمة مكانا لتداول أشهر الوصفات، منهية بذلك اعتماد السيدات على كتب الطبخ الرائجة في الأسواق.
وتقول هنا علياء الرويلي وتعمل موظفة حكومية لـ"الوطن" لقد أحيلت كتب الطبخ إلى التقاعد بوجود مواقع التواصل وأهمها الواتس أب. وعن تفسير ذلك تعلق بالقول "أصبحت العديد من السيدات تعتمد الآن على القروبات في نقل أهم الطبخات الرمضانية خاصة الشعبية منها".
وتشاطرها الرأي هاجر مخلف الشمري طالبة جامعية حيث تقول "فيما مضى كنا نعتمد على كتب الطبخ في العديد من الأطباق المفضلة لدى العائلة أما في الوقت الحالي فبإمكاننا أن نتداول أفضل الأطباق الرمضانية المجربة عبر الواتس أب، وتضيف "من أهم الأسباب التي جعلتني أعتمد على الواتس أب في الأطباق الرمضانية هو سهولة التداول بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار كتب الطبخ والتي قد يتجاوز الواحد منها 200 ريال. وعن أهم ما أعدته كطبخة رئيسية على مائدتها الرمضانية قالت الشمري: أهم طبق صنعته لوجبة الإفطار هو طبق التشريب، واعترفت بالقول "لم أستطع أن أجيد إعداد هذا الطبق إلا من خلال قروب الطبخات الرمضانية مع بعض الصديقات، حيث نقلت لنا أم ياسر طريقة إعداد الطبق بكل تفاصيله وبطريقة سهلة وميسرة على خلاف ما كان يكتب في كتب الطبخ.
فيما أكدت نوف فرحان فياض الحبلاني ربة منزل أن الاطلاع على الكتب يحتاج إلى مزيد من الوقت والمال، مبينة أنها تستقي كثيرا من وصفات الأطعمة من خلال الواتس أب والمواقع الإلكترونية، وقالت إنها في هذا الرمضان اعتمدت على إضافة المزيد من الأطباق الرمضانية الزاكية على سفرتها خاصة من الحلويات والمعجنات البسيطة التي استهوت العديد من عائلتها.
وعن أفضل ما أضافته هذه السنة، ابتسمت قائلة "في كل سنة أكون على موعد مع مقالب اللقيمات وهي من الأكلات الرمضانية التي تفضلها أسرتي حيث لا أجيد إعدادها ولطالما تسببت لي في بعض الحروق عندما أضعها في الزيت الحار وتنفجر جراء الهواء الذي يكون بداخلها".
وتابعت "أما الآن وبفضل القروبات مع بعض الزميلات استطعت أن أتقن إعداد اللقيمات وأصبحت أضع صورة الطبق كخلفية عرض لجهازي من فرط الفرحة".
ريم محمد العنزي استطاعت وبفضل القروبات الرمضانية أن تخرج بالعديد من الأفكار التي تتيح لها فرصة الاختيار من أبواب واسعة في عالم الطهي خاصة من بعض زميلاتها اللاتي عرفن بفن الطهي. وعن كتب الطهي وما إن كانت تستعين بها تقول "كتب الطبخ كانت في السابق خير معين لنا خاصة في رمضان.. أما الآن أصبح الواتس أب هو ما أفضله نظرا لسرعة التجاوب من الزميلات في القروب، وأهم ما يميزه هو أن ما تذكره الزميلات من الطبخات تكون مجربة وبمقادير نستطيع فهمها".
من جانبها أكدت أخصائية علم الاجتماع عنود السالمي بأن التواصل أصبح أعمق من خلال الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما في شهر رمضان حيث اعتمدت العديد من السيدات على تناقل الأطباق الرمضانية من خلالها، فأصبح التواصل سهلا عبر تلك التقنية، دونما أية تأخير لاسيما وأن تلك الأطباق التي يتم تداولها إنما تكون من تجربة واقعية وبدقة.