يشهد جنوب المغرب ترميم عدد من القصبات الأثرية بهدف إنقاذها من الانهيار وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للعمل وتنشيط السياحة. ويشمل الترميم عددا من القلاع الأثرية التي يطلق عليها في المغرب وشمال أفريقيا اسم القصيات، التي أهملت سنوات طويلة ويكاد بعضها ينهار بفعل العوامل الطبيعية. لكن عملية ترميم تجري في الوقت الراهن لعدد من القلاع في جنوب المغرب لتحويلها إلى دور للضيافة وفنادق. وتتعاون الحكومة المغربية مع الشركة المغربية لتثمين القصبات وشركات أخرى في ترميم القصبات القديمة بإقليم ورزازات في جنوب المملكة.
ووقع ملاك القصبات في سكورة وزاكورة والرشيدية اتفاقا مع الشرطة المغربية لتثمين القصبات لبدء العمل لتحويل المباني التاريخية إلى فنادق فاخرة. وكانت القصبات تبنى فوق مرتفعات لحماية تجمعات سكانية وللتحكم في مداخل الطرق الجبلية لتأمين القوافل التجارية. وذكر وزير السياحة المغربي الحسن حداد أن الحكومة خصصت استثمارات ضخمة لترميم القلاع التاريخية. وقال الوزير "وصلت قيمة هذا الاستثمار 128 مليون درهما تقريبا، وهذا من شأنه الحفاظ على التراث الثقافي والحفاظ كذلك على الهوية الثقافية والمساهمة في إعادة كتابة تاريخ جنوب شرق المغرب. ويرى مدير الشركة المغربية عبد الصادق علام لتثمين القصبات أن مشروع الترميم يساهم بصورة أساسية في الحفاظ على جزء مهم من التراث المغربي.
وقال علام "أهمية الموضوع هو أن ترميم القصبات سيجعلها توفر إمكانيات لاستدامتها بحيث يمكن الحديث عن مفهوم جديد وهو الترميم المستدام. ليس هذا فقط بل إنها ستوفر مصدر رزق لمالكها ولساكنها وفق مقاربة للتنمية المستدامة تستحضر ليس فقط التراث المادي الذي تمثله القصبات بل كذلك التراث اللامادي من خلال مجموعة من الأنشطة والعادات والتقاليد التي سيتم توظيفها."