بدلا من أن يكون الميدان الرياضي ميدانا صحيا.. أصبح مكانا وبائياً مملوءا بالأمراض النفسية.. وبدلا من أن تكون الرياضة مساحة للتنافس الشريف.. أصبحت ساحة للتناحر الدنيء.

حتى هذه اللحظة.. لا أعلم من شوه الآخر.. الرياضة شوهت الإعلام، أم العكس؟

الإعلام الرياضي يمتلك شارعاً صاخباً لا يهدأ ضجيجه، ولا يعرف السكون حتى بعد نهاية الموسم.

لكنه شارعٌ تُزاحم فيه العصبيةُ روحَ المنافسة.. ولو أمسك أي متابع لـ"الرياضة" بمشرط، لقطع الإعلام الرياضي إلى شرائح بعدد الأندية.. تختلف مساحة تلك الشرائح باختلاف حجم الأندية وسطوتها على الإعلام والإعلاميين، ولن يستثنى من التقسيم إلا قلة في الوسط الرياضي، يفرضون احترامهم على الجميع، ولا تغضب منهم إلا الأندية التي يشجعونها خارج حدود القلم وبعيداً عن صاحبة الجلالة "الصحافة"، لأن مسؤولي تلك الأندية لا يختلفون عن الجمهور في المدرجات في تعصبهم لأنديتهم، وكأن منافسهم من خارج حدود الوطن، وكأن لاعبهم المميز لن يقف في صف زميله المميز في النادي المنافس بشعار "الوطن" يوماً..!

المتابع للإعلام الرياضي يعتقد أن الولوج إلى معترك "الإعلام الرياضي" يحتاج إلى التحزم بـ"التعصب".. والانتماء إلى نادٍ ينافح عنه بكل ما أوتي من قوة حتى قوة الكذب أو حيلة التورية!

أيها الرياضيون.. اقبلوها برحابة صدر ممن لم يدخل الرياضة ولم يخض فيها من قبل إلا لماماً، وربما لو كان بينكم من قبل، أو من بعد، لما رأى ما يرى اليوم.. "وسطكم عنصري في غالبه".

الإعلام الرياضي يمتلك "حرية" مغرية لكل صحفي تصل فيها "الكلمة القاسية"، إلى أعلى المستويات ولا تفرق بين رئيس ورجل أعمال ولا بين لاعب وآخر، ولا تقف فيه "الكلمة" عند حدود القبيلة ولا تعرف أسياد المال، ولا تفرق بين لون وآخر إلا بالإنتاج والنتائج.. لذلك كان وسطكم هدف كل صحفي في بداياته؛ بعضهم اليوم من كبار الصحفيين السعوديين، وهو حقهم.

(بين قوسين)

صديقي الرياضي فيصل الجفن يقول في مقاله: "المثالية الزائفة" في "الاقتصادية": "تويتر" كشف لنا عن أن الأندية تدار "بدستور" بنده الأول: "معاهم معاهم.. عليهم عليهم"، فتشجع فريقك وتدافع عنه، سواء كان ظالما أو مظلوما، وتهاجم خصمه في كل أحواله.