قبل يومين كنت أسير في أحد شوارع مكة، وأراقب لوحات السرعة التي تدرجت من 120ـ 80 كلم / س، وكان المنظر بديعا وأنا أسير في المسار الأيسر بكل راحتي لا أخشى من أناة الذي أمامي ولا تهور الآتي من الخلف. هل نظام "ساهر" بداية الحلول أم نهايتها لمشكلة الانفلات المروري المروع في شوارعنا، وإذا كان حلا فاعلا، فماذا يحرم كل أجزاء الوطن من خدماته؟ عاصمة السياحة العربية الطائف تفتقر إلى خدمات ساهر، والشائعات حول عدم تطبيقه فيها كثيرة جدا، لعل أبرزها أن الشركة ترفض تطبيقه في الطائف خوفا على معداتها وموظفيها، ولا أظن هذا صحيحا. لكننا ـ حقيقة ـ نجهل السبب الذي يحرمنا خدماته، حتى وإن غضب البعض من طرحي، فما شاهدته في مكة جعلني أتناسى كل ما قاله الكتاب والإعلاميون في مختلف قنوات الإعلام، وأشدد على ضرورة تغطيته للطائف، فقد جاء الصيف، وتوافد المصطافون من شتى المدن، وخلو شوارعنا من ضابط للسرعة ربما يغري المضغوط عليهم بساهر في مدنهم فيعتبرون شوارع عاصمة السياحة العربية مضامير يعبرون فيها عما عانوه من كبت لتهورهم في مدنهم الساهرية. وأقول للغاضبين من طرحي من الأحبة، عتبكم على رأسي، لكن ما دام رأس المال حياة إنسان، فكل خسارة دون ذلك لا تذكر، والتزامنا بالأنظمة يحفظ رأس المال، ويجنبنا ما دون ذلك من خسائر، والسبب الآخر أن اختيار الطائف "عاصمة للثقافة العربية" لا يتسق ما لم تكن شوارعنا وحركة السير فيها أكثر المدن أمنا يحفظ الأرواح والممتلكات، وهدوءا يعكس جمال المصيف الأول بحمرة الورد، لا بشاعة الدم.

ضوء: "امشي عِدل يحتار ساهر فيك".