أكد عدد من أهالي المدينة المنورة أن شهر رمضان يعد فرصة كبيرة للشباب الصغار لسلوك طريق التجارة من أوسع أبوابها، حيث ذكر عدد من الموظفين في جلسة خاصة قصة الشاب حمزة الذي خرج لهم لأول مرة كبائع بليلة في رمضان عام 1415هـ، حيث كان في الصف الرابع الابتدائي. وأشاروا إلى أن الموقع الذي كان يبيع فيه أصبح بعد سنوات من أهم المواقع بالحي الشعبي لتجمع شباب الحارة والمسامرة قبل وجبة السحور، مؤكدين أنه بات معلما من معالم رمضان كل عام، حيث لا يستطيعون قضاء رمضان من دون تناول بليلة حمزة، فيما يشير الشاب أحمد العمري، أحد ملاك البسطات الرمضانية، إلى أن دخول التجارة في بيع البليلة أو تأجير لعبة من الألعاب الشعبية مثل لعبة " الفرفيرة" يحتاج لجرأة وكسر الخجل أمام أفراد الحي والزملاء الذين سيصبحون زبائن. ولفت إلى أن عددا من الأصدقاء يشجعون زملاءهم من التجار الشباب في الأحياء الشعبية بتلبية طلباتهم والوقوف بجانبهم وتكثيف الحركة الشرائية أمامهم. وألمح إلى دور العائلة المهم، حيث تعد سندا كبيرا في تقديم الوصفات المميزة في الطبخ، لافتا إلى أن اختيار موقع البيع الذي يرتاده الشباب ويجد إقبالا منهم يعتبر أحد أسباب نجاح المشروع. ولفت إلى أن مثل هذه المشاريع لا تكلف كثيرا، مبينا أنهم يستغلون فيها أوقاتهم، وتعود عليهم بالربح الوفير، بينما يشير الشاب عامر الأحمدي إلى أن التجارة في بيع زكاة الفطر وحلاوة العيد نهاية شهر رمضان تدر أرباحا أعلى وتستغرق وقتا أقل. وأضاف أن نجاح هذه التجارة يعتمد على اختيار الموقع الذي يتركز عليه إقبال المواطنين والزبائن، مبينا أنه يحتاج في البداية لرأس مال صغير لتزويد البسطة بالبضاعة، والصبر على انتظار وإقبال الزبائن. من جهته، أشاد رئيس اللجنة التجارية في الغرفة الصناعية بالمدينة المنورة، محمود رشوان، بالشاب الذي يبدأ بتنمية المهارات لديه منذ الصغر، ويطلق مشروعا متناهي الصغر ومنعدم المخاطر حتى يصقل مهاراته ويكسر الحواجز ويمرن ويتمرس ويرتقي من عام لآخر. وأضاف أنه في حال كتب له أن يكون من أهل التجارة انتظم عقده واستمر، مبينا أن ذلك يعد تجربة عملية لا تكلف الشاب "قدر" بليلة لا يتجاوز رأس ماله 30 ريالا، مع إكسابه العمل الحلال والصبر على الرزق منذ الصغر.