يشعر الفلسطينيون المقيمون في مدينة جباليا بقطاع غزة بقلق بالغ على مستقبل لوحات الفسيفساء في أرضية الكنيسة البيزنطية الأثرية بمدينتهم بسبب نقص التمويل اللازم لترميمها.

فهناك خمسة آلآف عام من التاريخ الرائع تحت رمال قطاع غزة تحكي ذكريات منذ البطل شمشون وحتى الجنرال البريطاني اللنبي. وحكم تلك البقعة الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط المصريون القدماء والفلسطينيون والرومان والبيزنطيون والصليبيون.

وحاصر الإسكندر الأكبر المدينة وزارها الإمبراطور هادريان. وأغار المغول على غزة التي جاء الفتح الإسلامي لها قبل 1400 عام لتصبح فيما بعد جزءا من الإمبراطورية العثمانية ثم عسكر فيها جنود نابليون ثم أصبحت ساحة لمعارك الحرب العالمية الأولى فيما بعد. لكن العديد من المواقع الأثرية في المنطقة تواجه حاليا الاندثار والتلف بشكل دائم بسبب عدم ترميمها.

ويعود تاريخ الكنيسة البيزنطية التي تقع في جباليا بشمال قطاع غزة إلى الحقبة البيزنطية ويتألف الموقع من عدة مبان يحيطها سور خارجي ويشمل كنيستين ومقبرة وأرضية من الفسيفساء.

وتقول وزارة السياحة في غزة إنها تجاهد للحفاظ على فسيفساء جباليا نظرا لنقص التمويل.

ويقول مندوبون للوزارة إن المنظمات الدولية لم تسهم في ترميم الموقع بسبب قضايا سياسية ذات صلة بالعمل مع الحكومة التي تقودها حركة حماس في قطاع غزة.

وقال وكيل مساعد وزارة السياحة والآثار في غزة محمد إسماعيل الخلة "المنظمات الدولية مثل اليونيسكو لم تقم بدورها تجاه هذه المواقع" وقال مهندس آثار يدعى حسن أبو حلبية إن أجزاء من الموقع على مقربة من الأرضية المصنوعة من الفسيفساء دمرت في غارات إسرائيلية على قطاع غزة في نوفمبر 2012.

وأضاف أبو حلبية "تعرضت هذه الكنيسة إلى قصف من قبل الطائرات الصهيونية وقد أحدثت أضرارا كبيرة في هذا الموقع، وكان لها أثر كبير على تدمير بعض المرفقات للكنيسة البيزنطية في جباليا."