البعد عن الأهل والأقارب شعور لا يوصف خصوصا في شهر رمضان وحلاوة تلك الأجواء، فهناك من يرقدون على الأسرة البيضاء رهائن لدى المستشفيات بسبب عارض صحي ألم بهم فألزمهم البعد عن أهاليهم، إلا أن ألم المرض أهون عليهم بكثير من ألم البعد والغياب عن موائد أهاليهم والجلوس معهم في لحظات لا تنسى لحظة الإفطار والسحور، هذا ما أكده العديد من المرضى المنومين بمستشفى الملك خالد بنجران.
وقال المريض حسين محمد الربيعي المنوم بقسم باطنية رجال إثر حادث مروري، منذ دخولي للمستشفى منذ أسبوع وشعور الفقد والغربة يلازمني بقوة بالرغم من كثرة زيارة الأهل والأصدقاء لمحاولة التخفيف علينا، إلا أن البعد عن الأهل والبيت والمسجد في شهر رمضان لا يوصف ولا يعوضه شيء آخر فأنا أحسب الساعات قبل الأيام التي أقضيها بالمستشفى على أمل أن ألحق بقية رمضان وأنا أشارك الأهل تلك الأجواء التي ننتظرها بفارغ الصبر كل عام.
وعن وجبة الأفطار أضاف الربيعي أن المسؤولين يركزون على صحية الأكل لا نوعه وعلى أية حال فيقوم الأهل بأرسال وجبة الإفطار يوميا؛ حيث لا تخلو من الأكلات الشعبية التي تستهوينا كثيرا خصوصا في هذه الأجواء.
وطالب المريض تركي فهد آل مهري الذي يرقد بقسم المسالك بزيادة وقت الزيارة في شهر رمضان والتي تبدأ من 9- 12؛ حيث إن أغلب المرضى لا ينامون مبكرا فيشعرون بالملل لوحدهم خصوصا بعد انتهاء الزيارة فتبدوا الأجواء كئيبة مملة خصوصا أننا لا نشاهد برامج أو مسابقات رمضانية كونها لا توجد إلا القناة السعودية الأولى، ونقضي أغلب الأوقات في قراءة القرآن الكريم وختمه عدة مرات، إلا أن العبرة تخنقنا خصوصا في وقت الإفطار عندما نتذكر تجمع الأسرة حول المائدة الرمضانية.
وبين المرافق مشعل الربيعي أنه يحاول مع مجموعة من المرافقين خلق أجواء الفرح والبسمة على أوجه المرضى وإخراجهم مما هم فيه من وجع وألم وبعد عن الأهل؛ "حيث نقوم عادة بالاجتماع على وجبة الإفطار فنقوم بإحضار عدد من الأكلات الشعبية والقهوة العربية والتمر ونتاولها سوياً قبل أداء الصلاة جماعة بمسجد المستشفى، لنعود بعد الانتهاء من الصلاة نستقبل الزوار ونتبادل القصص والمواقف المضحكة فيما بيننا لتسود أجواءنا المحبة والألفة بالرغم من كوننا داخل أسوار المستشفى.
من جهته، أوضح مدير مستشفى الملك خالد بمنطقة نجران الدكتور عبده زبيدي أن مواعيد الزيارة للمنومين في شهر رمضان المبارك تختلف عن الأشهر العادية، لتصبح خلال الشهر الكريم يومياً من 9 - 12 مساء، ولا يسمح بدخول الأطفال إلا في يومي الاثنين والجمعة.
وأضاف: كما يسمح بدخول الأكل من المنازل بشرط أن يوافق الطبيب المعالج على تناول المريض الطعام القادم من المنزل بحيث لا يؤثر ذلك على صحته.