فاز الهلال على النهضة (بصعوبة) فانشغل نصراويون كثر بسامي الجابر الذي أصبح أهم من أي حدث آخر لدى كثيرين في وسطنا الرياضي.

وفي اليوم التالي فاز النصر (بصعوبة) أيضا وبعد أن كان متأخرا أمام الشباب بهدفين، فانشغل هلاليون كثر بالتحكيم وبمرعي العواجي الذي ارتكب أخطاء مؤثرة بتحليل الخبيرين محمد فودة وعبدالرحمن الزيد.

من جانبي أقول إن النصر هذا الموسم مختلف في عمله، بدءا من رئيسه الأمير فيصل بن تركي الذي استفاد من السلبيات التي كانت تغلف تصريحاته وحواراته، وأجاد في تعامله مع الجميع بالمختصر المفيد.

ولعبت جماهيره دورا مؤثرا في منح اللاعبين الثقة من خلال مواقف كثيرة أهمها (متصدر لا تكلمني)، وكتبت حينها مقالا خاصا كمحفز وداعم معنوي.

والفريق الآن يقدم أجمل المستويات ويمتع في تناغمه مع معطيات الملعب حتى وهو يخسر عددا كبيرا من نجومه، وآخر هذه الحقائق الدامغة أمام الشباب دون مدافعه المؤثر البحريني محمد حسين، والإصرار من المدرب على عدم إشراك البرازيليين حتى بعد اعتذار اثنين منهم، قبل أن يستعين بإلتون في الدقيقة 46 لتقوية هجومه في ظل النقص الشبابي، ومع مرور الوقت تأقلم إلتون الغائب طويلاً وأرهق دفاع الشباب وسجل الهدف الثاني الذي يعتبر تسللا وخطأ بلمسة يد.

وفقد النصر إبراهيم غالب الذي يعد من أهم النجوم حاليا، لكن (الخبير) محمد نور كان في مستوى المسؤولية وأعاد للأذهان نور الاتحاد الساطع والمونديالي. ونجح مدربه الأورجواني كارينيو في واحدة من أصعب المهام ليبقى في الصدارة بعيدا عن الهلال بأربع نقاط، وأتت تغييراته أكلها، لا سميا أنه استفاد من خبرة عبده عطيف في وقت حساس.

أتفق مع من يذهب إلى أخطاء العواجي ومساعده ناصر مظفر وتأثيرها في انقلاب النتيجة، وأن الشباب كان أفضل وأخطر والأقرب للفوز رغم نقصه منذ الدقيقة 34 بطرد الكوري كواك، لكن النصر كان جميلا وجذابا في نديته للشباب وتسريع اللعب والكفاح والإصرار على عدم الخسارة، فأتى الفوز بقدم الوجه الصاعد جمعان الدوسري.

النصر حتى الآن يذكرنا بالفتح العام الماضي وقد يعيد السيناريو وربما يحسم الدوري قبل نهايته، لكن فترة الانتقالات التي تبدأ بعد أسبوع قد تغير معايير كثيرة في بعض الفرق، وبالتالي يكون المشوار في الدور الثاني أكثر صعوبة، والأكيد أنه كلما انتهت جولة يكون الحمل أكبر والأماني أقوى.

ومما يستحق التنويه أن النصر في مجمله يملك كل مقومات مواصلة الصدارة وربما تتعاظم فرصته في الجولة القادمة التي بها ينتهي الدور الأول وهو يواجه التعاون المنقوص أهم لاعبيه إيفولو وشادي أبوهشهش، بينما ملاحقه الهلال يواجه البطل (الفتح) الذي صعق الهلال العام الماضي ذهابا وإيابا وانطلق من مرمى الأزرق إلى هرم الدوري بثقة كبيرة. وهذا يؤكد أن الوضع (خطير) على الهلال، الذي ربما يشكل خطرا على النصر إذا استمر الفارق كما هو حتى غربلة الشتاء. ولا نغفل الشباب والأهلي.

وفي الجانب الهلالي يحظى سامي الجابر بدعم جماهيري خاص جدا شاهدناه وسمعنا صداه في أكثر من ملعب، كما حدث أمام النهضة في الدمام الأسبوع الماضي، وهذا الحب الكبير والدعم القوي ربما يصيب هلاليين آخرين (بالغيرة) وبالتالي يكون خطره أشد، بل إن بعض المشاهد والأحداث تبرهن على وجود مصائد قد يجلجل صداها في محطات حساسة. والواضح جليا أن المتربصين من داخل البيت الهلال وخارجه حاولوا استثمار أول أو ثاني تعثر لسامي الذي يحتاج لثقة صناع القرار وتعزيز أهدافه في بداية مشواره التدريبي.