في هذه الزاوية الرمضانية، نحاول أن نأخذ قراء "الوطن" إلى حياة كتابها، ليعرفوا عنهم أكثر من معرفتهم بتوجهاتهم ورؤاهم وأساليبهم.. باختصار؛ نأخذ القراء إلى جوانب خفية من حياتهم.. وضيفنا اليوم هو الكاتب عبدالعزيز قاسم.
لماذا تكتب؟
الكتابة نوع من أنواع الممارسة الإصلاحية المطالب بها المثقف، والكتابة متنفس وبوح وتواصل.
هل تقرأ قبل أن تكتب، أم أنك تكتب بناء على الرؤى المختزنة والمكتسبة من مصادر كثيرة؟
أقرأ كثيرا جدا، وما يساعدني أنني أقدم برنامجا أسبوعيا فكريا، أقرأ أثناء إعداده، مادة علمية كبيرة، وألتقي خبراء متخصصين.
إذا تصفحت "الوطن"، ولك فيها مقال منشور، فهل تقرأ مقالا قبل مقالك، أم أنك تبدأ بمقالك؟
مباشرة لقراءة مقالتي، لأنني وقت قراءتها من الصحيفة، كأني أقرؤها للمرة الأولى.
هل تزعجك اتصالات الصحيفة بك؟
للأمانة، كتبت في صحف أربع، ولكن احترام "الوطن" لكتابها لم أجد له نظيرا، لذلك إذا رأيت رقم الصحيفة أجفل، لأنها لا تتصل إلا للاعتذار عن المقالة، ومطالبتي بمقالة جديدة، وعلى كل تاريخي من سنوات خمس، لم تحجب لي سوى ست مقالات فقط، مما جعل أحد الزملاء في صحيفة أخرى يحسدني على ذلك.
هل تحرص على تصحيح مقالاتك نحويا وإملائيا، أم أنك تترك ذلك لقسم التصحيح؟
حريص جدا على التصحيح، ولكن تركيز الكاتب على الفكرة يُخفت لديه الحس النحوي والإملائي، فأطمئن إلى المصحح اللغوي، ولا أبالي كثيرا.
هل يهمك مكان مقالك وطريقة إخراجه، أم أن نشره يكفيك؟
بالتأكيد، عندما تختار الصحيفة مقالتي لتكون الرئيسية في صدر الصفحة، أفرح جدا، فأنا مهني، مارست الصحافة، وأعلم أن مكان المقالة تشريف للكاتب.
من هم الذين تحرص على أن تتناول معهم إفطار اليوم الأول من رمضان؟
الوالدة الغالية، ومذ وعيت في الحياة والحمد لله، إفطار اليوم الأول من رمضان مع الوالدة.
ومن هو الشخص الذي تتمنى دعوته على مائدة إفطارك الرمضاني؟
ثلاثة نفر كرام من مدينة عنيزة، مفكرنا الكبير عبدالله الغذامي، وأستاذ الخلق والأدب حمد القاضي، والنبيل نجيب الزامل، فلا أنسى مروءتهم معي، لا أدري قصة عنيزة وأصالتهم، فلا أعرف أحدا ينتمي لهذه المدينة إلا ويتقطر نبلا، ودونكم د.عزيزة المانع.
هل أنت شخص ملتزم بالمواعيد، أم أن المزاجية هي التي تحكمك؟
تخصصي في الرياضيات انعكس على حياتي، فأنا رجل أبتعد جدا عن المزاجية، ولا أمشي إلا بترتيب مسبق، وتخطيط يومي أكتبه كل صباح.
هل تهتم بتفاصيل المنزل وتموين الأسرة واحتياجاتها و"مشاويرها"، أم أنك تترك ذلك كله لـ"المدام"؟
أبدا، ولا أتدخل فيها، أخصص ميزانية لشراء الحاجيات، وأم أسامة تتكفل بكل تلك التفاصيل.
هل تفكر في الزواج من أخرى غيرها؟
طارت تماما الفكرة من رأسي، وتبنا توبة نصوحا.
لماذا؟
سأصرخ بما صرخ به ذياك التونسي:"هرمنا..هرمنا".
لو عاد بك الزمن عشرين عاما إلى الوراء، ثم سار بك إلى الأمام من جديد.. فما القرار الذي لن تكرره؟
اعتصرت ذاكرتي لأتذكر قرارا كبيرا ندمت عليه، ولم أجد سوى موضوعات يسيرة.
ما أكثر شيء يغضبك؟
غدر من ائتمنت، وخذلان من وثقت به.
وما أكثر شيء يسعدك؟
مساندة محتاج رجا عوني في ساعات ضعف يمر بها، واستطعت مساعدته.. يا لله! كم تتلبسني الفرحة والسعادة وأنا أراه متهللا قد سرّي عنه.
وجه رسالة قصيرة إلى شخصية حقيقية أو اعتبارية؟
إلى عبدالرحمن الراشد: أشكر لك نبلك ووقفتك الأخوية إبان ما مررت به وعائلتي، فرغم اختلافي الفكري معك، إلا أنك تجاوزت بخلقك ذلك ووقفت معي بشهامة لن أنساها، وقد ضربت مثالا نادرا في العلاقة الإنسانية والأخوية.