يحسب كثيرا لمسلسل "كلام الناس2" هذا العام أنه وضع قضايا جوهرية في المجتمع السعودي كانت مثار اهتمام الناس خلال الأشهر الماضية تحت المجهر، وجاء بأفكار من وحي الشارع لم تطرق من قبل.
ومن الحلقات المميزة التي اقتنص الفنان حسن عسيري، فكرتها بذكاء حلقة اللاعب الأرجنتيني ميسي، والتي ناقشت ظاهرة انجراف الشباب وراء المشاهير والإعجاب بهم، وصور ما واكب وصول اللاعب ميسي إلى المملكة من فوضى عارمة من قبل بعض المعجبين باللاعب الشهير، وهي المشاهد التي تصدرت وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
ومن الحلقات المميزة أيضا حلقة "حسنين للشهادات العليا" التي ناقشت في قالب كوميدي ظاهرة "تزوير الشهادات" التي برزت أخيرا، وكشفت عن العواقب الوخيمة لهذه الظاهرة.
لا شك أن مؤشرات تطور مسلسل "كلام الناس" في جزئه الثاني ظهرت للعيان، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه العمل الفني، فالأخطاء التي يقع فيها المنتجون في الأجزاء الأولى من أعمالهم الفنية يجب ألاّ تتكرر في الأجزاء اللاحقة، وإلا وجدنا أنفسنا أمام أعمال باهتة لا تتطور. ومن خلال متابعة الأعمال الفنية التي تقدم على الفضائيات لأبرز الفنانين خلال السنوات الأخيرة، نجد أن ضعف الفكرة الفنية للعمل، وغيابها في كثير من الأحيان، والتهريج، فخ يقع فيه كثير من الأعمال الفنية، والتي تظهر باهتة بلا لون، في ظل غياب كتاب النص، وشح الأفكار، أما العمل الفني الذي يقوم على فكرة جيدة فهو بلا شك يستطيع أن يجذب المشاهد، حتى وإن كان هناك قصور في إخراجه، وعدم تقديمه في القالب الفني الذي يليق به.
مسلسل "كلام الناس" في جزئه الثاني الذي يخرجه عمر الديني، استطاع أن يلفت انتباه المشاهد في الوقت الذي يزدحم فيه الأفق بعشرات الأعمال الفنية لأبرز نجوم الساحة، ولكن يبقى هذا الإنجاز مرهونا باستقطاب أسماء فنية لامعة إلى جانب نجوم المسلسل في هذا الجزء.
وفي نظري أن منتج العمل عسيري، الذي أجاد التسويق الإعلامي لعمله منذ عدة أشهر قبل رمضان، حان الوقت أمامه لأن يدرك أنه لا بد من التضحية الفنية من أجل أن يقدم عملا فنيا منافسا، والتضحية تكمن في أن يبتعد قليلا عن الشاشة كممثل، ويتفرغ لمؤسسته كمنتج، ومشرف على العمل الفني، لكي يظهر بصورة أفضل مما هو عليه الآن.
فهل يضحي المنتج من أجل عمله، ويترك المجال للأسماء الفنية الأخرى لكي تظهر بشكل أكبر، أم سيظل منافسا لها في البطولة؟!.