تسبب إدراج جامعة هندية قصيدة لمعتقل سعودي سابق في جوانتانامو ضمن مناهجها الدراسية، في حالة ارتباك كبيرة للأوساط الأكاديمية بين رافض ومؤيد للفكرة، وفقا لما نشرته صحيفة "إينديا توداي" أمس. وذكرت الصحيفة الهندية أنه عندما تكون القصيدة إسقاطا لما يدور في عقل الشاعر وفؤاده، فإن من شأنها أن تدرس في جامعة كالكوت، في إشارة لـ" قصيدة إلى البحر" للمعتقل إبراهيم الربيش، والتي بث عبرها مشاعره أثناء فترة حبسه في المعتقل بالجزيرة الكوبية، وشقت طريقها لتصبح جزءا من الأدب والدراسات المعاصرة في جامعة ولاية كيرلا الهندية.

ونشرت القصيدة عبر مختارات لمنظمة العفو الدولية، حملت عنوان "قصائد من جوانتانامو، المعتقلون يتكلمون".

وقال محاضر في جامعة كالكوت: إنه على الرغم من أن القصيدة معبرة، فإن الخلفية الثقافية للشاعر مرتبكة قليلا، مشيرا إلى أن بعض الأبيات المعبرة عن الأسر كان يمكن استخدام مفردات أخرى أفضل من الموجودة فيها.

ودافع أستاذ مساعد عن إدراج القصيدة ضمن المناهج الدراسية للجامعة، لافتا إلى أن كتابات معتقلي جوانتانامو هزت العالم بأسره.

واعتقل الربيش، المولود في منطقة القصيم، عام 1980، وتخرج في قسم الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، في أفغانستان، وقضى 5 سنوات في جوانتانامو، حيث كتب قصيدته. ولعب دورا مهما في توسع رقعة سيطرة تنظيم القاعدة في اليمن عام 2009.

وفي القصيدة يخاطب الربيش البحر المحيط به من كل مكان، وهو أسير ويراه من خلف القضبان قائلا:

أيا بحر بلغ من ورائك أننا

بشوق إلى لقيا الأحبة يا بحر

ولولا قيود مدها الظلم بيننا

لخضتك حتى فيك ينقطع الظهر

فإما نرى من شط عنا مزارهم

وإما بجوف البحر ينقطع العمر

شواطئك الأحزان والأسر والأذى

وظلم تمضمض من مرارته الصبر

هدوؤك موت واجتياحك غربة

ويعلوك صمت في ملامحه الغدر

وقد يقتل الربان صمتك إذ يطل

وقد يغرق الملاح من موجك الغمر