تسارعت خطى المسؤولين في البيت الأبيض الأميركي لاتخاذ خطوات ملموسة في سبيل تسليح الجيش السوري الحر لمواجهة الهجوم الذي يشنه نظام الأسد على شعبه بدعم من إيران وحزب الله، وذلك بعد يوم من فتح الكونغرس الطريق أمام أوباما لتسليح المعارضة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ليس هناك أدنى شك بأن الأسد وبالدعم المقدم من حزب الله وإيران مستمر في شن هجومٍ وحشي على الشعب السوري، وبسبب هذا الدعم الذي يتلقاه من جهات سيئة في المنطقة، فإن الهجمات زادت، ولهذا فإنه من المهم جداً على الولايات المتحدة وحلفائها توفير المساعدة التي تحتاجها المعارضة السورية لتعزيز قوتها حتى تتمكن من الصمود في وجه قوات الأسد المدعومة من جهات خارجية". إلى ذلك أعرب مسؤولون أميركيون عن تحفظهم حيال تمرير خطط تسليح الثوار. مشيرين إلى أن هذه الخطط تجاوزت عقبة في الكونغرس لكنها قد تواجه المزيد من العقبات عندما يجري تنفيذ عملية التمويل خلال شهرين، مما يزيد من تأخر تدفق الأسلحة. وكانت لجنتا الاستخبارات بمجلسي النواب والشيوخ وافقتا مؤخراً على توجه البيت الأبيض الرامي لتقديم أسلحة للمعارضة السورية على الرغم من تحفظات المشرعين على فرص نجاحها. ويعبر بعض المشرعين الأميركيين عن خشيتهم من ألا يكون الدعم بالأسلحة الأميركية كافياً لمساعدة قوات المعارضة في تغيير دفة الحرب. في هذه الأثناء أعرب رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا في باريس أن المعارضة ما زالت تفتقر إلى الأسلحة الكفيلة بتغيير دفة الأمور ضد قوات الأسد، مشيراً إلى أنه سيسعى لإقناع الفرنسيين بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية. ووصل الجربا إلى باريس بصحبة قائد الجيش الحر اللواء سليم إدريس للاجتماع مع مسؤولين فرنسيين.
وقال الجربا للصحفيين "الهدف الرئيسي من الجولة هو الحصول على أسلحة، ولفرنسا دور رئيسي، وسنطلب منها مساعدات دبلوماسية وإنسانية وعسكرية". وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد قال الأسبوع الماضي إن بلاده لم تقرر بعد ما إذا كانت ستسلح الجيش الحر أم لا، لكنه قال إن هناك مؤشرات على أن المعارضة باتت أفضل تنظيماً.
على الصعيد الميداني أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على ريف حلب الغربي، وذكر أنه يخوض معارك ضارية في نوى بدرعا، فيما قصفت القوات النظامية السورية مناطق عدة في سورية وسط استمرار الاشتباكات بينها وبين قوات المعارضة في أحياء دمشق وريفها. وأفاد ناشطون بأن الثوار سيطروا بالكامل على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي. وأن طائرات مروحية تابعة للنظام السوري ألقت عدة براميل متفجرة على مدينة الطبقة بريف الرقة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.