يعد شهر رمضان سوقاً رائجة للحلويات البلدية، التي تشتهر بها جدة، حيث يقبل الجداويون على شرائها من المحال المخصصة لبيعها في منطقة البلد، باعتبارها تراثا خاصا بهم.

ورصدت "الوطن" خلال جولة لها في منطقة البلد، أن المحال القديمة اكتسبت ثقة كبيرة، من خلال بيعها الحلويات منذ عقود مضت، حيث تجد إقبالا كبيرا من الزبائن، ساعدها في ذلك وجود طهاة يتمتعون بخبرة طويلة.

وأوضح أشرف عبدالباقي بائع في أحد تلك المحال، أن فروعهم تتميز بتقديم حلويات ذات مذاق طبيعي، مؤكدا أن صاحب المحل حريص على صناعة الحلويات من مكونات طبيعية مئة في المئة، من دون إضافة مواد صناعية أو صبغات ملونة. وأشار إلى أن الزبائن يقبلون أكثر خلال رمضان على حلاوة الهيل، مبررا ذلك إلى أنها تعتبر مع الحلاوة الطحينة مضادا حيويا لمكافحة جراثيم الأسنان واللثة والبكتريا الجلدية. ولفت إلى أن الرجال يقبلون على شرائها أكثر من النساء، وذلك لأن الهيل يخفف نوبات السعال للمدخنين وله قدرة إكساب الهدوء لمتناوليه، مبينا أن سعر الكيلو من هذه الحلوى يبلغ نحو 40 ريالا. وأضاف أن السيدات يفضلن في رمضان شراء حلوى "اللبنية"، ويدخل في صناعتها الحليب، والسكر، وماء "الورد أو الكادي" ثم الهيل، مبينا أن سعر الكيلو منها يصل إلى نحو 66 ريالا، لافتا إلى وجود أنواع أخرى تجد إقبالا من الصائمين في رمضان، كعين الجمل، والغريبة، دجاج البر.

فيما أضاف مصطفى مكي، بائع في محل آخر، أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الحلوى البلدي إلا أن الزبائن في شهر رمضان يفضلون تناولها مع القهوة بعد الإفطار، كما تقدمها السيدات على موائد الإفطار. ولفت إلى أن حلوى "مخصوص" تباع منها كميات كبيرة في رمضان، حيث تنفرد بمذاقها لدخول مادة السمسم كعنصر أساسي في تحضيرها مع الحلاوة الطحينية لكي تعطي الصائم مذاقا ونكهة خاصين. وأضاف أن السمسم يحتوي على عناصر مهمة للجسم كالفوسفور، الكالسيوم، الماغنسيوم، الزنك، لافتا إلى أن الكيلو يباع منها بـ40 ريالا.

فيما أشار هاني سالم، أحد الزبائن إلى أنه يحرص كل عام في رمضان على تناول الحلوى البلدي من المحال المعروفة، لافتا أن عددا من الحلويات لها زبائن خلال الشهر الفضيل منها حلاوة الدو، والمشبك، والغريبة، والمعمول الأبيض.

أما أم عبدالله إحدى المتسوقات في محل للحلوى البلدي، فأشارت إلى أنها تفضل شراء الحلوى جاهزة في رمضان، مفضلة عدم صناعتها في المنزل. وأشارت إلى أن وضع تلك الحلوى على مائدة الإفطار عادة سنوية لدى أسرتها، لافتة إلى أن أهم ما يميز هذه المحال بيع "الشريك الأبيض والأسمر"، وهو نوع من الخبز البلدي الذي يصنع على أيدي متخصصين، مما يكسب الموائد الرمضانية أصالة وحفاظا على تراث الأجداد والآباء.