أحمد الله وأشكره أنني لم أكن بين الحضور أثناء توقيع الاتفاق، بين إيران والدول الست في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني، حين انطلقت كاترين أشتون وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، أوجميلة الجميلات على رأي الدكتور عبدالله مناع، لتعانق مجموعة أعضاء الدول الست عناقاً آسراً، مما دفع بعضهم إلى الهروب من الأبواب الخلفية، أوالاحتماء خلف وزيري خارجية روسيا وأميركا "وكأن قبلتها لها أنياب"، والذي يشفع لتلك السيدة التي يخاصمها الجمال، ويبرر لها ذلك الفرح النووي، هو ضمان الأمن والاستقرار لشعب إسرائيل الخائف، رغم أنه خوف مضلل وممعن في السذاجة والمساجلة الكاذبة والمصنوعة في أقبية الدوائر السياسية، فهل سمعتم منذ نكبة فلسطين قبل سبعين عاماً، أن إيرانياً قتل إسرائيلياً واحداً أو العكس؟
غير تلك المسرحيات المرتكسة في الاتهامات الهجائية المتبادلة، والحفريات التسويقية والنفعية الباطنية والممارسات الخطابية العقيمة، والمتمترسة خلف سياج ضخم من الأسرار والألاعيب والالتفاف الخادع، هذا ما فعلته أشتون الغرب، أما أشتون الشرق "فيفي عبده" فقد أعلنت عزمها على إطلاق قناة متخصصة في الرقص "النووي" الشرقي، حيث بدأت في عقد جلسات عمل مكثفة مع فريق عمل القناة لوضع الخطوط العريضة لسياسة القناة، وما ستقدمه من مواد وأوضحت فيفي أشتون، أن ما دفعها لإطلاق هذه القناة هو رغبتها في توضيح الصورة الحقيقية للرقص الشرقي "المخصب"، حيث يعتقد الكثيرون أن الرقص مجرد هز وسط، وتعهدت فيفي بالتخلص من مخزون اليورانيوم الراقص، ووقف تشغيل مفاعل "الأوراك" وليس "أراك" النووي الإيراني، كما تعهدت بتقديم رقص شرقي بمستوى نقاء 20% فقط، نظراً لما تمثله الزيادة من تفاقم وانتشار لأسلحة السعار الشامل في الوطن العربي، وذكرت بنت عبده أن ما يقدم الآن في قنوات الرقص الشرقي غير لائق، حيث ستسعى كما أتوقع إلى تفكيك الأنظمة الرقصية والأنساق القديمة، وغيرها من ثوابت الفكر الهزاز، وفضح ما يتوارى خلف تلك القوالب الراهنة، وهتك المحجوب وفك المغلق من فلسفات الرقص ومعطياته وأساليبه، والانخراط في عملية الإنتاج والابتكار، لكي تصنع المزيد من النضال الشاق لتوسيع المفاهيم الحديثة والشروحات المهمة في هذا الحقل الحيوي والمصيري، حيث سينسينا هذا المشروع الجبار همومنا ومحاولاتنا المضنية، في السعي للمشاركة في صنع العالم المتحضر، وازدهار الفكر والتفاعل والتواصل مع الأمم والشعوب، وامتلاك القدرات في التفكير والتعبير والملكات الإدراكية، وأنظمة المعرفة والإسهام والحضور الإبداعي على المسرح الدولي، ولذا علينا إعادة التفكير في موقفنا من الرقص، لكي نحسن قراءته وفهمه وأنه ليس "هز وسط"، ولكنه هز أمة ابتليت بهذا الوباء والخراب، فلعلها تصحو من غيبوبتها وسباتها بعيداً عن "فيفي أشتون" والراقصين على الجراح.