سجلت الآبار الارتوازية في مزارع الأحساء الشمالية انخفاضا حادا في منسوبها وصل إلى حد التوقف النهائي، وأصبحت هذه المزارع تعاني من الجفاف الواضح لتعتمد في الري على الشاحنات والصهاريج، متكبدة خسائر اقتصادية جراء تأمين هذه الشاحنات.
ويأتي هذا الجفاف للآبار متزامنا مع الصيف الذي يبدأ مع مرحلة نضوج التمور واحتياجها إلى كميات كبيرة من مياه الري حتى لا تتلف، وتعاني المزارع التي لا تقع ضمن خدمات هيئة الري والصرف من هذه المشكلة سنويا.
وقال المزارع علي المحمد إن مزارع الأحساء التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية تنخفض في آبارها الارتوازية نسبة المياه إلى حد لا يمكن معه الوصول إلى المياه، ويظل هذا "الغور" إلى ما بعد حصاد التمور ثم تتراجع المياه شيئا فشيئا، وطوال هذه الفترة يعتمدون في تعبئة "خزانات الري" في مزارعهم على الصهاريج المكلفة اقتصاديا، حيث يصل سعر الصهريج إلى أكثر من 70 ريالا، وكلما زاد الطلب عليهم عمد أصحابها إلى رفع الأسعار، وتحتاج المزرعة ذات الـ"3" آلاف متر إلى أكثر من 48 ألف متر مكعب من المياه لريها غمرا.
وأوضح المحمد أن هذا التوقف للآبار بدأ قبل نحو أسبوعين، في الوقت الذي تحتاج فيه التمور للري حفاظا عليها من الجفاف.
ورأى المزارع أحمد الثاني أن الكثير من المزارعين توقفوا عن زراعة المحاصيل الصيفية التي تزرع في هذا التوقيت، ومنها "الأرز الحساوي" الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وعزا أحمد هذا الجفاف إلى كثرة الآبار ذات الحفر العشوائي في المزارع، والهدر الذي يصاحب الري بالغمر وعدم الترشيد، فتذهب كميات كبيرة من المياه عن طريق الري التقليدي دون فائدة.