الفراغ الذي تركه النجم يحيى الفخراني بغيابه "شحما ولحما" عن دراما رمضان هذا العام، لم يسده عشرات النجوم المشاركين بأعمال رمضانية خلال الشهر، والكثير منها أخذت أعمالهم من رصيدهم الفني أكثر مما أضافت، وأبرزهم صلاح السعدني في "القاصرات"، ونور الشريف في "خلف الله"، وغادة عبد الرازق في "قصة حياة"، وكلها أعمال أصابت المشاهدين بخيبة وصدمة في نجوم الصف الأول.
الفخراني الذي قدم واحدة من روائع الدراما العربية العام الماضي "الخواجة عبد القادر"، وظل لمواسم متعاقبة نجم الدراما في رمضان، حضر هذا العام بصوته فقط في الحلقات الكرتونية التي وضعها المخرج على كتف عنوان دافئ هو "قصص النساء في القرآن".
و"قصص النساء في القرآن" هي مجموعة جديدة من مجموعات الفخراني، ضمن سلسلة الرسوم المتحركة التي يقدمها في رمضان منذ عامين، والتي بدأت بـ "قصص الحيوان في القرآن" عام 2011؛ حيث قدم دور "الراعي" في المسلسل، وشاركه البطولة عدد كبير من الفنانين، على رأسهم صلاح عبدالله، وهشام سليم، وحنان ترك، وحنان مطاوع، وفتحي عبد الوهاب، وماجد الكدواني، ومحمد رجب، كما قدم دور "البحار" في مسلسل الكرتون "قصص الإنسان في القرآن" الذي أنتج عام 2012.
ويتناول العمل هذا العام مجموعة قصص للنساء في القرآن مثل السيدة مريم، ويتناول كيف أبرز القرآن الكريم أهمية دور المرأة، والتي كان لها كبير الأثر في حياة الأنبياء والصالحين.
والمسلسل الذي يعرض حاليا على قناة "الحياة"، مليء بألوان الرسوم المتحركة التي تسرد سيرة 10 شخصيات نسائية ورد ذكرها في القرآن..، ويتم الحديث عن كل منها في 3 حلقات، ويظهر الفخراني في الأحداث، ومعه فتاة تجسد دور ابنة شقيقته التي تحمل قدرا من الثقافة الدينية والمعلومات المفيدة، حيث يقومان معًا بسرد القصص.
وكتب المسلسل محمد بهجت، وأخرجه مصطفى الفرماوي، وقام بالإخراج الإذاعي له طارق سعيد، وشارك في بطولته سوسن بدر، وريهام عبدالغفور، والتونسيتان هند صبري، ودرة، وعدد من نجوم العالم العربي.
يقدم الفخراني هذه "القصص" بعد أن تقرر تأجيل تصوير مسلسله "بحور الدم" الذي كان مقررا دخوله السباق الرمضاني هذا العام.
وقرر المنتج أحمد الجابري ذلك بسبب الأحداث السياسية والظروف التي شهدتها البلاد الشهور الماضية، وصعوبة التسويق، وإحجام الفضائيات عن الشراء، و"بحور الدم" تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج خالد الجابري في تجربته الإخراجية الأولى.
الدراما الرمضانية للعام الحالي جاءت بمثابة وجبة خالية الدسم، ولكن رسالة الفخراني في العمل الكرتوني كانت قوية و"كاملة القيمة والدسم"، موجهة في أكثر من اتجاه، ولا تصدر إلا عن قيمة فنية بحجم الفخراني الذي لم ينزلق لفخ التمثيل لأجل الحضور فقط، أو بحثا عن "المادة" كما فعل آخرون، وغامروا بتاريخهم الفني في أعمال "نصف كم" جرى تسويقها لعدد محدود من الفضائيات بحكم الظروف التي عاشها القطاع الفني في مصر خلال حكم الإخوان، ولعبوا أدوارا "باهتة" في مسلسلات "مقاولات".
لم يجد الفخراني غضاضة في الحضور الرمضاني بصوته في مسلسل كرتوني، ليضرب المثل في النجومية الحقيقية، والقيم النبيلة التي هي أساس الفن ورسالته الحقيقية.
الفن رسالة، والفنان موقف، والظروف الاستثنائية التي شهدتها الدراما المصرية الشهور الماضية صنفت النجوم ما بين "طامع" في مال ومزيد من الشهرة، و"حريص" على تاريخه ورصيده لدى جمهوره، والخندق الأخير يقف في صدره الفخراني بتاريخه وعطائه ورؤيته الثاقبة.