أعجبتني قرارات وتوصيات ودراسات الاتحاد السعودي للكرة الطائرة التي أعلنت في أول مؤتمر لرئيسه الجديد فهد الحريشي الاثنين الماضي.
هذا الحدث المهم يواكب النقلة الجديدة لمنظومة الاتحادات التي أقرت من اللجنة الأولمبية السعودية نحو مرحلة إصلاحية وتطويرية بعد توفيق الله.
والحريشي الذي نتحدث عن اتحاده اليوم هو نموذج للاعب النجم المثقف والداعم أيضاً، حتى أنه وعدد من أعضاء الاتحاد تبرعوا بأكثر من نصف مليون ريال لإنشاء (ثلاث أكاديميات) في الرياض وجدة والدمام، وهم بتال العتيبي 250 ألف ريال، خالد الرميح 150 ألف ريال، ورئيس اتحاد الطائرة 200 ألف ريال، وعدد من أعضاء الإدارة دون الإفصاح عن المبالغ.
والأكيد أن مشروع (الأكاديميات) يتطلب ميزانيات ضخمة وهيكلة إدارية وتقنية وفنية عالية المستوى، وبالتالي ربما يكون (المسمى) خطأ، لكننا سننتظر إلى حين الإفصاح عن هذا المشروع الجديد، وهل هو (أكاديميات) أم مدارس أم مراكز؟ متمنياً ألا يكون على غرار أكاديميات كرة القدم التي ألغيت نهائيا.
ولست هنا بالمحبط لرئيس اتحاد الطائرة وأعضاء الإدارة، ولا سيما أن الطائرة أو أي لعبة أخرى تختلف عن كرة القدم، ربما تكون أصعب وربما أسهل، لا أستطيع أن أجزم، لكنني أشيد كثيراً بخطوات العمل التصحيحية التي أعلن عنها الحريشي، وكذلك (تبرع) الأعضاء بأكثر من نصف مليون ريال لتنفيذ خطط تهدف إلى إنقاذ اللعبة، وقد تعيدها إلى وهجها، هذا عمل غير مسبوق، بل بادرة أكثر من ممتازة تستحق الثناء كثيراً، في ظل ضعف ميزانيات الاتحاد كجزء من منظومة الرياضة بكل فروعها، آملين لهم التوفيق والنجاح بأعلى الدرجات.
وزاد الحريشي بتبرع شخصي، ألف ريال جائزة لأفضل لاعب في كل مباراة، وجائزة لأفضل لاعب في الموسم: كأس وعشرة آلاف ريال، بغرض رفع مستوى اللاعبين.
أيضا نجح هذا المجلس الجديد في تفعيل الاستراتيجيات من شركة كينونة للاستشارات وتقنية المعلومات بتقديم خدمات استشارية إدارية لهيكلة لجان الاتحاد بالمجان.
أما ما يتصل بعنوان المقالة، فإن الحريشي وجه رسالة إلى جميع المعنيين في الكرة الطائرة القريب والبعيد اللاعب والمدرب والإداري السابق للمشاركة من خلال أيقونة في موقعه اسمها "اتصل بنا أرجو أن لا تقطعونا من اتصالاتكم سواء بالمشورة أو بالدعم أو بالانتقاد أو بالتشجيع وتقبل الرأي الآخر في كل وقت".
وشدد الحريشي على أن هدفه الأكبر الوصول بلعبة الطائرة إلى أفضل المستويات بأسرع وقت ممكن.
ومما يستحق التنويه أن الألعاب المختلفة تحتاج إلى كثير من العمل والدعم بعد أن تراجعت مستويات ونتائج وحضور الغالبية منها، في حين أن بعضها حظي بمبادرات خاصة من القائمين عليها أو من شخصيات محبة لهذه اللعبة أو تلك، بل أحيانا بمبادرة من والد اللاعب، وحققت نجاحات ممتازة.
والآن اتحاد الطائرة يقدم في أول مؤتمر لرئيسه مبادرات خاصة ستكون محصورة على هذا المجلس، وبالتالي متى توقفت هذه المبادرة ستعود اللعبة لمربع الإخفاق والضياع.
لذا ونحن نشهد تغييراً شبه شمولي في اللجنة الأولمبية ينبغي أن يكون العمل (مؤسساتياً) أكثر عن ذي قبل، والأكيد أن العمل المنظم الذي حرص على تفعيله أمين عام اللجنة الأولمبية محمد المسحل واضح جداً، ولكنه لن يحقق النتائج المرجوة ما لم يجد الدعم مالياً من أصحاب الشأن، آملين أن يكون تحرك الأمير نواف بن فيصل أكثر فاعلية وسرعة في التنفيذ.. دعواتنا لهم بالتوفيق.