لعل من أجمل العادات الرمضانية القديمة والمتوارثة بين الجيران خصوصاً في مدن وقرى عسير هي عادة تبادل الأكلات الرمضانية لا سيما الشعبية منها، وعلى الرغم من التراجع الكبير لتلك العادة الرمضانية ذات البعد الديني والإنساني القائمة على التكافل والمحبة وصلة الرحم بسبب المدنية، وزيادة عدد السكان والتباعد الوجداني بين الجيران، احتفظ عدد من سكان قرى ظهران الجنوب جنوب شرق منطقة عسير بالكثير منها.

ففي رمضان تشاهد تبادل الاكلات الرمضانية قبل دقائق من الإفطار، حتى اضحى مشهد الأطفال وربات البيوت يوصلون الطعام قبل الغروب طبيعيا.

أحد سكان قرية حيدان ويدعى حسين سالم الوادعي، يؤكد أن تبادل الاكلات الرمضانية بين قاطني القرية هي عادة رمضانية، مستمرة، ومتعارف عليها منذ عشرات السنين.

وقال إنهم يشعرون بالسعادة الغامرة وهم يتناولون ما يقدمونه لهم الجيران من وجبات شعبية لذيذة.

وعن أهم واشهر تلك الأكلات الرمضانية يقول الوادعي أن أكلة "الفتوت" المكونة من المرق واللحمة البلدي المخلوطة مع الخبز البلدي من أهم الاكلات التي يحرص الاهالي على تبادلها خلال ايام الشهر الفضيل نظرا لقيمتها الغذائية ولذتها، ويشير إلى أن العادة جرت أن يقوم من لديه أكلة الفتوت أو الهريسة، باهداء تلك الأكلة للجيران الفقراء، الذين تنعدم عندهم.

بدوره يشير هادي هصام إلى أن السمبوسة والشربة والحلبة والفطائر والتمر واللبن تعد أيضاً من أهم الاكلات والمشروبات التي يحرص الاهالي على تبادلها خلال رمضان، وقال أنهم يفضلون أن ينقلها أطفالهم بين منازل القرية بهدف غرس القيم الاسلامية والايمانية الحميدة كالتعاون والتكافل وصلة الرحم والمودة في نفوسهم، بينما تحرص بعض من ربات البيوت على توصيل تلك الاكلات طمعا في الاجر والثواب.

من جانبها تشدد أم خالد "60عاما " على حرصها على توزيع العديد من الاكلات الرمضانية الشعبية قبل مغرب كل يوم على جيرانها، بحكم أن هذه عادة وراثية اعتادوا عليها منذ نعومة اظافرهم.

وتضيف أنها تشعر بالفخر وهي تقدم الأكلات الرمضانية التي تطهيها بنفسها على مختلف الجيران الغني منهم والفقير على حد سواء.