تعتبر ربة المنزل الركيزة الأساسية في بيتها في جميع الأوقات وعلى وجه الخصوص خلال شهر رمضان، حيث تقوم بإعداد وجبتي الإفطار والسحور وتنظيم كافة شؤون المنزل والعناية بأسرتها، ولكن هناك بعض الأمهات ممن يعانين من تنويم أحد الأبناء في المستشفى يجدن أنفسهن أمام موقف صعب فإما البقاء بجوار الابن أو الابنة في المستشفى أو البقاء بالمنزل لتدبير احتياجات الأسرة خلال الشهر الكريم.
حليمة العليان "مشرفة في قسم تنويم الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال بنجران" قالت: الأم بطبعها لا تهدأ إذا كانت بعيدة عن منزلها ولكن من خلال تعاملي بالأمهات المنومات مع أطفالهن ألاحظ أنهن أكثر قلقا في شهر رمضان، إذ تكثر الاتصالات للاطمئنان على أسرتها والسؤال عن المنزل، كما يكثر تبديل المرافقة من وقت لآخر وذلك طبيعي إذ تزداد المسؤولية في هذا الشهر.
أما نادية اليامي فأشارت إلى أنها رفضت في البداية تنويم ابنتها في المستشفى خلال شهر رمضان لأنها ستضطر للنوم معها، ولكنها عادت وقبلت بعد أن أقنعها الطبيب بضرورة تنويمها لأن علاجها يتطلب ذلك، وقالت: "كنت شديدة القلق والتفكير لعلمي بأن زوجي وأبنائي يعتمدون علي كليا في تدبير شؤون المنزل فكنت عينا على ابنتي وأخرى على المنزل".
وبينت وجدان سالم أن فترة بقائها على السرير الأبيض كمرافقة لابنتها المريضة في شهر رمضان الجاري كانت فترة عصيبة، وقالت: على رغم أن ابنتي الكبرى كانت تتناوب معي في الذهاب للمستشفى ولكنني كنت أذهب للمنزل نهارا وأهتم بشؤونه وأنا أفكر في ابنتي المريضة ثم أذهب للمستشفى ليلا وكنت مشغولة دائما بالمنزل، خاصة وأن أبنائي صغار في السن.
وأوضحت سامية أحمد أن التنويم بالمستشفى في شهر رمضان أشد صعوبة من غيره وقالت: ابني مصاب بمرض مزمن وكثيرا ما أضطر للتنويم معه في المستشفى ولكن الأمر يزداد صعوبة في شهر رمضان إذ أصبح أكثر قلقا وتوترا، ولذلك حاولت أن أجلب عاملة منزلية وأن أتعاون مع زوجي في تدبير شؤون المنزل ليصبح الأمر أكثر سهولة.
وأشارت أحلام محمد إلى أنها رفضت التنويم مع طفلها المريض وطلبت الخروج على مسؤوليتها عندما قرر الطبيب تنويمه في شهر رمضان وذلك بسبب عدم توفر من ينوب عنها في الاهتمام بالمنزل.