يأتي مسجد عبد الله بن العباس على قائمة المساجد التاريخية في المنطقة في المملكة، ويحمل المسجد الذي أنشئ عام 592هـ اسم الصحابي الجليل حبر الأمة عبد الله بن العباس الذي عاش آخر حياته ومات ودفن في الطائف. ويستقطب في ليالي رمضان مئات المصلين الذين يحرصون على أداء صلاة التراويح في هذا المسجد الذي يعد المسجد الرسمي لأداء الصلاة على الجنائز أيضا.

وعن المسجد يقول المؤرخ عيسى القصير:"أحب ابن عباس التنقل بين الشام والمدينة المنورة والطائف لنقل العلوم الدينية وتعليمها للناس، إلا أنه أحب الطائف لقربها من مكة المكرمة، واستقر بها حتى وافته المنية عام 68هـ".

ويصف القصير المسجد قديما قبل الدولة السعودية بأنه كان صغير المساحة، مبنيا كغيره من المباني بالحجارة، وأرضه من تراب وعليه مئذنة عثمانية الزخرفة، مبينا أن عمارة المسجد جددت في العهد العثماني مرات عدة، وتم بناؤه بالمسلح الحديث في العهد السعودي لأول مرة في عهد الملك سعود، رحمه الله، الذي قام بتوسعته وتجديده بما يناسب زخرفة العصر الحديث، والتوسعة الأخرى والتي هي عليه حاليا كانت مطلع عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وبلغت مساحة المسجد نحو 15 ألف متر مربع.

ويقام في المسجد عدد من حلق تحفيظ القرآن الكريم ودروس في كتب الطهارة والعقيدة والحديث وعلومه، ومختلف علوم الدين، كما تولى الإمامة فيه عدد من الشيوخ والأئمة الفضلاء ممن اتصفوا بصفات كثيرة علما وخلقا ودينا حتى وقتنا الحاضر، أمثال الشيخ محمد صالح الخادم، والشيخ عبد القادر الخادم، والشيخ صالح قطان إلى وقتنا الحاضر. ويتولى الإمامة والخطابة الشيخان الدكتور علي المالكي والدكتور مهدي بخاري، ويشهد المسجد خلال شهر رمضان المبارك وصلاة التراويح أعدادا كبيرة في المصلين.

ويظل هذا المسجد شامخا بالعطاء منذ وقت بعيد إلى الآن، وأهالي الطائف يعتبرونه من الآثار التاريخية والمعالم الفريدة في محافظتهم، ولكن الكثير منهم يتمنى من إدارة الأوقاف والمساجد بالطائف أن تلتفت إلى إعادة إعماره وترميمه والاهتمام بدورات المياه للنساء والرجال وتجديدها بما يتناسب مع وقتنا الحاضر، كما يجب عليها إقامة مكتبة خاصة للمسجد ويتم استخدام أفضل التقنيات الصوتية والمرئية لتعود بالفائدة على طلاب العلم ومرتادي المسجد من المصلين.