شاهدت كما شاهد غيري حوارات الشابين السناني والفراج، أشفقت عليهما، إنهما لا يشكلان خطرا إلا على نفسيهما وأسرتيهما.
التطرف حين ينشأ إنما يستغل الفراغ المعلوماتي والثقافي في نفوس اليافعين، ويستغل التناقضات الكثيرة بين ما يتعلمه في المدارس وعبر المؤسسات الدينية وبين ما يشاهده في الحياة العامة فهو يتعلم أن الأجنبي كافر وأن الواجب علينا قتاله متى ما قدرنا عليه، لكن الأجنبي هذا موجود في بلادنا ومنشآتنا ونتعامل معه ومع بلاده كل يوم بأعراف سياسية واقتصادية خالية من نية القتال.
يتعلّم الشاب أن البنوك ربوية لكنه مضطر للتعامل مع هذه البنوك. يتعلم في التعليم العام أن التصوير حرام لكنه يرى الجرائد مليئة بالصور، يرى الفتاوى معلقة في المسجد أن الدش حرام لكنه يرى الجميع يشاهدونه.
المناصحة لا يستحقها الشاب المعتقل وحده، وإنما أيضا لا بد من مناصحة أولئك الذين ملؤوا رأسه بالمتناقضات ممن هم خارج السجن.
أرى أن على تعليمنا ومناصحينا أن يجيبوا عن الأسئلة التالية، ومن إجابتهم سنعرف حجم التطرف الخطير الموجود خارج السجن وأخشى أن بعضه يمارس المناصحة!!
س1: ما حكم الموسيقى؟
س2: ما حكم التصوير؟
س3: ما حكم كشف وجه المرأة؟
س4: ما حكم اختلاط الرجال والنساء في معرض الرياض الدولي للكتاب؟
س5: من ناحية الدين والحقوق كيف تنظر للمواطن السعودي الشيعي والسني؟
س6: من نحن بالنسبة للآخر؟ هل نحن السعوديون؟ أم نحن العرب؟ أم نحن المسلمون؟
س7: ما حكم الابتعاث للخارج للبنين والبنات؟
س8: ما حكم مشاركة البنات السعوديات في منافسات الألعاب الأولمبية؟
س9: ما حكم قيادة المرأة للسيارة؟
س10: هل تؤمن بالحدود السياسية الجغرافية بين بلادنا وبلدان المسلمين الأخرى؟
س11: ما حكم تعليم اللغة الإنجليزية للطلاب ابتداء من سنة رابعة ابتدائي؟
س12: ما حكم تدريس الفنون للطلاب في التعليم العام؟
س13: هل ترى أن الفن يساعد في جعل الإنسان سوياًّ؟