قرر وزراء الصحة في دول مجلس التعاون، إعادة إنتاج برنامج "سلامتك" باسمه القديم.. في زمن مختلف، رغم أنهم أكدوا أنه سوف يتم تقديمه "بأسلوب حديث وتقنية عالية في مجال إنتاج البرامج، تتماشى مع آخر التقنيات الحديثة المعاصرة، وتلبي رغبات الجمهور المستهدف؛ لتعزيز التوعية الصحية لدى المجتمع الخليجي، من خلال الموضوعات التوعوية السريعة".

هذا البرنامج الذي أنتج في الثمانينات، كان هو الوسيلة الوحيدة للتثقيف الصحي في وقته، حين كان الجمهور في المنطقة لا يستطيع أن يشاهد إلا قناة واحدة أو قناتين، كل ما أتمناه هو أن يملأ هذا الجزء الجديد من البرنامج الفراغ الكبير في التثقيف الصحي الذي نعاني منه اليوم، وما داء "كورونا" عنّا ببعيد، فلو عملت اليوم استفتاء تسأل فيه الناس ما هو "كورونا"؟ لوجدت الغالبية العظمى، لا تعرف إلا أنه داء مميت!، بينما كان يجب أن يعرفوا عنه أكثر. وهذا لا شك قصور كبير في الوعي تسأل عنه وزارات الصحة، وأتمنى أيضا من السادة المسؤولين عن إنتاج البرنامج في وزارات الصحة، أن يكتفوا بتقديم المادة العلمية للجهة المنتجة للبرنامج، ولا يتدخلوا في تفاصيل العملية الإبداعية، والأفكار الإنتاجية، ألا يستسلم الإداريون لغواية التأليف والإخراج.. فهي أشياء تبدو سهلة، يستطيع كل إنسان أن يمارسها.. ولكن دونها خرط القتاد! وليدركوا أن غير المختص يملك ما نسميه "الفكرة الأولى" التي تطرأ على الذهن، والتي يمكن أن تخطر لمليون إنسان.

المشكلة الكبرى هي أن الانسان يقع في "غرام" أفكاره.. فإن كان يملك القرار سوف يصر عليها، وهذا كفيل بقتل أي عمل إبداعي في مهده.