لم يفوت بيتر بولتون "56 عاماً" مباراة واحدة بملعب "أولد ترافورد" منذ عام 1974، حتى إنه اعتذر عن حضور زفاف أخيه بسبب مباراة لليونايتد، فهل يمكن أن نطلق عليه المشجع الأكثر تفانياً في بريطانيا؟.. إنها قصة "ارتباط أزلي" بين هذا المشجع وفريقه بدأت منذ طفولته وامتدت لسنوات طويلة بنى لنفسه خلالها ذكريات مدهشة، لم تقتصر على الفريق الأول فقط، بل لكل فرق الفئات السنية بالنادي، بحضوره 120 مباراة الموسم الماضي وعندما غاب عن مباراتين فقط لفريق البدلاء كان السبب تصادم موعديهما مع مباراتين للفريق الأول.

صحيفة "سبورتس ميل" البريطانية التقت بهذا المشجع لسرد بعض تفاصيل علاقة "مجنونة" تمثل ولاء حقيقيا يلخص ماذا يمكن أن يعني ناد ما لمشجع، وكان أول ما ذكره بولتون الذي كان حينها يجهز نفسه للسفر لمتابعة "الشياطين الحمر" خلال جولتهم في آسيا وأستراليا تحضيراً للموسم الجديد "منذ لقائي الأول بزوجتي في عام 1976، أدركت أن حياتي تدور حول كرة القدم، وعندما قررنا إقامة حفل زفافنا اخترت يوماً جميلاً في يونيو، لأنه الشهر الوحيد الذي لا تلعب خلاله كرة قدم"، مضيفاً "عندما قرر أخي الزواج، اختار موعداً في عطلة نهاية الأسبوع خلال الموسم الكروي، وكان علي اتخاذ قرار حاسم، لذا ذهبت لمشاهدة اليونايتد ظهراً وبعدها توجهت ليلاً للحفل.. لم يكن غاضباً مني، فهو يعلم جيداً أن الكلمة الأولى لكرة القدم".

وبعد أن اقترحت عليه زوجته بعدم السفر إلى بانكوك لمشاهدة اليونايتد هناك في جولته الحالية، قرر بولتون الطيران إلى سيدني للحاق بفريقه هناك، مستهلاً رحلة ثلاثة أسابيع محمومة سيقطع خلالها 30 ألف ميل و55 ساعة في الهواء لمتابعة الجولة التحضيرية الأولى للمدرب ديفيد مويز مع اليونايتد، ويقول بولتون الذي يسكن على بُعد أميال قليلة فقط من ملعب "أولد ترافورد" الشهير " يراودني الشك بأن يتبقى معي الكثير من مبلغ الـ5 آلاف جنيه خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، خاصة بعد أن توصلت إلى إجمالي الرحلة من الأميال، والمشكلة تكمن في أن جميع الرحلات لن تكون مباشرة وسيكون علينا التوقف في أكثر من محطة".

وتجاوز عدد المباريات المتتالية التي حضرها بولتون لفريقه مانشستر يونايتد بملعب "أولد ترافورد" الرقم 1000، وهو أمر أبعده كثيراً عن عائلته ومنزله، بيد أنه يبرر ذلك بقوله "زوجتي تعرف أنني أعشق كرة القدم، وهناك أيام كثيرة خلال العام يمكنني قضاء الوقت معها ومع العائلة.. في نهاية المطاف أنا لا أبتعد سوى من أجل الكرة، وليس للخروج مع رفاقي للترفيه واحتساء القهوة والشاي كما يفعل كثير من الأزواج، هذه هي حياتي.. كرة قدم، العائلة والأبناء، هذا كل ما يهم".