"لا حرج في تعجيل بعض المساجد الصلاة وتأخير البعض لها ما دام ذلك في حدود الوقت الاختياري" بهذه العبارة اتفق العديد من أئمة المساجد بالجوف على أن تعجيل صلاة العشاء لما فيه مصلحة للمسلمين، خصوصا في ظل قصر الليل الذي لا يتجاوز 9 ساعات تذهب نصفها بين المغرب حتى نهاية صلاة التراويح، فيما يكون المصلون بحاجة لقضاء بعض الوقت مع عائلاتهم ومصالحهم، وأن النهار يصل إلى 16 ساعة.

ويرى البعض أن وزارة الشؤون الإسلامية حددت الفارق الزمني بين صلاتي المغرب والعشاء في شهر رمضان المبارك بساعتين عملا بتقويم أم القرى، للتوسعة على الناس، وسدا لذريعة الاختلاف بين المؤذنين، مما يحتم على الجميع الالتزام بالوقت المحدد، فيما ذهب آخرون إلى أن "الساعتين" تعد كثيرة في ظل قصر الليل وطول النهار، وكذلك قصر المدة الزمنية التي تلي صلاة التراويح وحتى صلاة الفجر، ووجد البعض في ذلك تعطيلا لمصالح المسلمين.

واحتج البعض بأن الصلاة تقام عند دخول وقتها دون تحديد مدة زمنية مستشهدين بحديث أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئا، فقال: فأقام الفجر حين انشق الفجر، فالناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا، ثم أمره فأقام الظهر حين زالت الشمس"، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر صلاة الظهر حين يشتد الحر، ويأمر بذلك، بحسب ما جاء في حديث أنس "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة".

وحيال هذا الجدل، قال إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بالجوف الشيخ سليمان المفرج لـ"الوطن"، إن وقت العشاء شرعا يدخل بعد ساعة ونصف من أذان المغرب وأن الدولة أصدرت أمرا بجعله ساعتين برمضان لكن هذا الأمر لا يغير من وقت دخول وقت العشاء وإنما يؤخر الأذان واجتماع الناس للصلاة فقط وهذا لا بأس به بل لو تم تأخير أذان العشاء إلى الساعة العاشرة فلا حرج لاسيما وأن فيه توسعة على الناس أو لمصالح أخرى.

وأضاف أن المؤذن يؤذن بعد دخول الوقت سواء الساعة التاسعة أو التاسعة وعشر دقائق أو التاسعة والربع أو النصف فكله جائز ولا شيء في ذلك سواء كان ذلك لمصلحة وهي الخروج من المسجد باكرا أو بدون مصلحة.

من جانبه، بين إمام وخطيب جامع التليعان بالجوف الشيخ فهد الجديع لـ"الوطن" أن صلاة العشاء تجب بدخول الوقت، لكن فتوى كبار العلماء راعت مصلحة الناس في الحرمين الشريفين والمدن الكبيرة، فيما لا تمثل مدة الساعتين في المحافظات والقرى الصغيرة مصلحة لهم لاسيما مع قصر الليل.