لا أبرئ نفسي كما عشرات بل مئات الألوف من أبناء وطني، من السفر إلى منتجعات خارجية تتوفر بها أسباب الراحة والمتعة والحياة المتطورة بأمور السياحة، وما ينفق هناك من مبالغ تصل إلى المليارات.
وأحسب أنهم يشاركونني المشاعر أن بلادنا أولى بالتوجه إليها والتجول بمصائفها ومشاتيها على مدار العام، و"يظل زيتنا في دقيقنا"، لولا القصور الحاصل من القطاعين العام والخاص بتنمية السواحل والمرتفعات والسهول بكل مناطق المملكة وهي أكثر جمالاً وأرق نسيماً وأروع طبيعة.
إذا استثنينا (جدة والشرقية) كوجهة سياحية، فإن بقية المناطق لا تزال بأشد الحاجة للبنية التحتية والمرافق من فنادق ومطاعم وملاعب للأطفال وحدائق وشاليهات وغيرها لتنهض بها سياحة راقية كما لدى الآخرين.
بلادنا الغالية بها الغابات الكثيفة.. والشطآن البكر والسهول الخضراء والصحراء الواسعة ذات الرمال الذهبية، كما لدينا الجزر والأرخبيلات، كل ذلك لا يحتاج إلا لتضامن بين المستثمرين -وما أكثرهم- والدوائر ذات الصلة بالبنى التحتية، كي تتضافر جهودهم ويدفعوا وطنهم للأمام ويعملوا على تطوير السياحة وتنميتها كما يحصل في العالم.
على سبيل المثال، كثرت المناداة بتعمير جزر (فرسان) وهي بالآلاف وتنافس بالطبيعة نظائرها بشرق الدنيا وغربها.
وكذا ساحل البحر على امتداده من الشمال للجنوب، ماذا لو جارى الساحل الشرقي لا سيما شطآن (دبي)، فيحتضن الحشود من السياح، ليس من أبناء البلاد فقط، وإنما من الخارج، إضافة إلى ما تمتاز به مدننا وقرانا من المتاحف والآثار، ومقدساتنا، الحرمان الشريفان، تضمن لنا التدفق السياحي على مدار العام.
ماذا لو عُقدت المؤتمرات الفاعلة للبدء فوراً بمنظومة متكاملة للإعمار والتنظيم لنحقق كل الطموحات، في ظل قيادة رشيدة تشجع على الإصلاحات وثروة منّ الله تعالى بها علينا سنخسرها لو لم نوظفها بمكانها الصحيح.