فضلت أعداد كبيرة من الأسر الخليجية وسكان المنطقتين الوسطى والشرقية بالمملكة مع بداية شهر رمضان اتخاذ محافظة الطائف نقطة انطلاق لها إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة والصلاة بالمسجد الحرام ومن ثم العودة إليها. ويرجع ذلك نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، إضافة إلى ما تشهده المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام من أعمال توسعة؛ حيث يفضلون البقاء في محافظة الطائف والذهاب إلى مكة المكرمة للصلاة بين حين وآخر.

محمد الرشود – معتمر قادم من منطقة الرياض - قال إنه مع دخول شهر رمضان المبارك تشهد مكة المكرمة ازدحاما شديدا هذه الأيام لكثرة زوار بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة. وأضاف: أصبح التنقل بين أنحاء المدينة يشكل صعوبة كبيرة مما يجعلنا لا نصل للحرم إلا بعد وقت طويل.

ويشير عبدالرحمن قاسم - من دولة الكويت الشقيقة - إلى أن الإقامة في محافظة الطائف والبقاء فيها طيلة شهر رمضان جنبنا الكثير من العناء، وحقق لنا نوعا من الاستقرار مع العائلة؛ فالأسعار جيدة جدا في الشقق المفروشة مقارنة بالأسعار في مكة المكرمة التى يتجاوز فيها سعر الشقة القريبة من الحرم 20 ألف ريال في الـ10 أيام الأولى من شهر رمضان المبارك.

وأضاف: نحن نصلي العصر في الطائف ومن ثم ننطلق إلى مكة المكرمة للإفطار وأداء صلاتي المغرب والعشاء وكذلك صلاة التراويح بالمسجد الحرام. لقد وجدنا أن هذه الطريقة مجدية لنا، فنحن في الطائف نستمتع بالجو المعتدل والابتعاد عن الزحام وكذلك القرب من مكة المكرمة، فالزمن الذي نستغرقه من الطائف إلى مكة لا يتجاوز 45 دقيقة عن طريق الهدا. أما عبدالكريم الشملاني "سائق سيارة أجرة بموقف الطائف" فأوضح أن تشغيل الرحلات الدولية من مطار الطائف وكذلك بداية شهر رمضان زاد من ازدحام الموقف الخاص بسيارات الأجرة، فالكثير من المسافرين يتوافد علينا بعد صلاة الظهر من مختلف الجنسيات من أجل نقلهم إلى مكة المكرمة ومن ثم العودة بهم في الساعة الـ11 مساء إلى الطائف، وذلك بأسعار لا تتجاوز 150 ريالا للذهاب والإياب، وهذا يعتبر مبلغا زهيدا لو قارنته بأسعار سيارات الأجرة داخل العاصمة المقدسة التي لا يقل فيها سعر المشوار الواحد الذي لا يتجاوز 5 كيلو مترات عن 50 ريالا في هذه الأيام.