تستغل عدة محلات مشهورة بجدة شهر رمضان لتسويق كميات من اللحوم المجمدة خاصة اللحم المفروم منها، حيث أثبتت ذلك جولة "الوطن" على مدى 10 أيام والتي كان آخرها مساء أول من أمس برفقة عدد من مراقبي البلديات الفرعية والرقابة التجارية وإدارة المسالخ بمنطقة وسط وشمال جدة، إذ تم ضبط أسواق كبرى وشهيرة بمدينة جدة تروج لمثل هذه اللحوم.
وبحسب الإحصاءات التي أكدها لـ"الوطن" مدير عام التراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة الدكتور بشير مصطفى أبو نجم، فقد بلغ ما تم مصادرته وإتلافه من اللحوم المجمدة المفرومة والمخصصة للسمبوسك نحو 3500 كيلو في عدد من الأسواق الشعبية والسوبر ماركات الكبيرة.
وبحسب تأكيد عدد من مراقبي البلديات خلال الجولة، فإن أنظمة الوزارة تمنع تخزين اللحم المفروم منعا باتا، حيث تضمنت الضبطيات ضبط كمية من اللحوم تقدر بـ 800 كيلو جرام بمنزل شعبي في حي السلامة معدة للبيع أو التوزيع على محلات تجهيز السمبوسك.
ومن الطرق التي كشف عنها المراقبون قيام بعض أصحاب هذه الملاحم بإضافة مادة صبغية حمراء اللون تستخدم لتلوين العصائر المصنعة مع اللحم المفروم، خاصة المجمد منه لتكسبه لوناً أحمر يوحي بكونه طازجا. وأكد المراقبون أن بعض أصحاب هذه المحلات يعملون على تسريب كميات من اللحوم إلى محلات بعيدة عن أعين الرقابة.
وبسؤال المراقبين عن طرق كشف مثل هذه الحيل والأساليب، أوضحوا أنه يتم التأكد بداية من ختم البلدية على المذبوحات الطازجة، إضافة للفواتير الخاصة بالمسلخ، وفي حال عدم ثبوتها يتم التحفظ على كميات اللحوم والتأكد من مصادرها، إضافة إلى فرض غرامة مالية تحت بند ذبح خارج المسلخ أو لحوم مجهولة المصدر.
وأضاف المراقبون أن بعض أصحاب الملاحم يعمد إلى عرض لحوم على أنها لحوم بلدية المصدر أي من داخل المملكة وهي في الأساس مستوردة من الخارج وبسعر أقل من سعر اللحم البلدي، مستشهدين بعرض لحوم برازيلية كونها تعد من أرخص أنواع اللحوم، وأحيانا يتم عرض لحم بلدي محلي فعلا أو مستورد غير أنه منتهي الصلاحية وبسعر أقل من السعر المحلي في الأسواق.
من جهته، أكد الدكتور أبو نجم لـ"الوطن"، أن كافة الأسواق والسوبر ماركات الكبيرة والتي شملتها جولات الإدارة لا تحتفظ بلوحات توضح أنواع وخواص اللحم المفروم بالذات، وأن أغلب هذه المحال تعمل على بيع اللحم المجمد بعد فرمه، إذ إنه يمنع منعاً باتاً تسييح اللحوم المجمدة وبيعها على أساس أنها مبردة أو طازجة في محلات بيع اللحوم الطازجة.
وذكر أن اللحم المجمد يجب أن يباع كما هو في ثلاجات التجميد حيث إن بيع اللحوم المجمدة على أنها طازجة يمثل مخالفة صريحة، وذلك بعدم وضع لوحة تبين أن هذا اللحم طازج أو مبرد.
وأوضح أبو نجم أن بعض ملاك المحلات الكبيرة حريصون على عدم منح فواتيرهم لمحلات تستغلها باسمهم لتمرير مثل هذه اللحوم. وأضاف أن قيمة الغرامة التي تفرض على من يبيع اللحم المجمد على أنه طازج تتراوح ما بين 1000 إلى 2000 ريال، فيما تصل غرامة اللحوم الفاسدة أو مجهولة المصدر إلى 10 آلاف ريال.