مع دخول أول يوم من الشهر الكريم، تحول نشاط سيدات الطبخ الشعبي أو ما يعرفن في الوسط الاجتماعي بـ"الأسر المنتجة"، من طبخ وبيع الوجبات الشعبية إلى الوجبات الرمضانية، وسط طلب كبير من الموظفات وبعض ربات المنازل وبعض الأفراد أيضاً، إذ إن متقنات الطبخ الشعبي أصبحن هدفاً ومطلباً لهؤلاء خلال هذا الشهر المبارك، في حين يوفرن للزبائن خدمة التوصيل بمقابل مادي إلى المنزل، وهو ما وفر للعديد من الأمهات الوقت والجهد بتجهيز الأصناف في السفرة الرمضانية أمام أسرهن.
وتقول أم بندر إنها تستعين بطاهيات لتوفر السمبوسة والكبسة حتى تتفرغ هي بدورها لإعداد أصناف أخرى لتجد سفرتها قد جهزت بأصناف الأطعمة، وتشاركها الرأي أم فيصل موظفة في جهة حكومية، وتضيف أنها تحرص دائما على توفير المعجنات المجمدة بكميات كبيرة قبل بداية شهر رمضان وبنصف الشهر، خصوصاٍ أنها تجد في كل مرة صعوبة لتوفير المعجنات للنصف الثاني من رمضان لندرة الطباخات، موضحة أن كونها أم عاملة يتوجب عليها الاستعانة بهن حتى تستطيع الموازنة بين الأعمال المنزلية والوظيفة.
ولكن سمر سعيد ظلت تستعين بطاهية تعرفها منذ عدة سنوات، وتقول إنها تعتمد عليها بشكل أساسي في سفرة إفطارها اليومية والولائم التي لا تستطيع إعداد جميع أصناف الأكلات فيها، خصوصاً أنها لا تستطيع إعداد سفرة إفطار متكاملة مع أطفالها الستة، في حين ترى "البندري" أن استعانتها بالطاهيات ليس لعدم مقدرتها على إعداد الأصناف المختلفة ولكن من أجل توفير الوقت والمجهود للعبادة رغم أن بيئتها العائلية تستنكر الاستعانة بالطباخات.
ريانا المطيري لها رأي آخر، وتقول إنها لا تستعين بالطباخات لأنها لا تضمن نظافتهن، وتشاركها سحر الودعان الرأي وتضيف أنها أيضا لا تحبذ الشراء من هؤلاء الطباخات، لأنه لا يمكن التنبؤ بسلامة المواد الغذائية المستخدمة وجودتها، مستنكرة إقبال السيدات عليهن.
في المقابل، تقول الطباخة "أم رامي" المتخصصة في إعداد الأكلات الشعبية والرمضانية في منزلها إنها تملك موهبة في الطبخ، بالإضافة إلى الكثير من الوقت، خصوصا بعد انفصالها عن زوجها مما جعلها تفكر في أن تعد الأطعمة وتبيعها، مضيفة أن عملها في المطبخ يبدأ من شهر شعبان بإعداد المعجنات والمأكولات المجمدة وتوفير الطلبات للسيدات التي تصل إلى 400 حبة سمبوسة في الطلبية الواحدة.
وحول أسباب عدم فتحها مطعما خاصا لها، بينت أنها لا تحبذ الفكرة بل تقوم بالطبخ لقضاء الوقت وممارسة هوايتها فقط، فيما قالت "أم السعد البغدادي" إنها باتت طباخة معروفة في الأوساط النسائية وإن زبائنها يثقن بنظافة أكلها وجودته، وإنها تطبخ لبعض ربات المنازل بشكل يومي وتقوم بإرسال الطلبات قبيل آذان المغرب بمقابل مادي للتوصيل.
وتضيف أم السعد البغدادي أنها تعد لبعض السيدات أصنافا معينة في رمضان مثل الشوربة والبف بوستري والبريك والمطبق أو تلبية طلبات بإعداد سفرة إفطار كاملة، مشيرة إلى أنها تشترط الاتصال بها قبل يومين في حال طُلب منها إعداد الأكل لوليمة كبيرة حتى يتسنى لها إعداد المأكولات بشكل مناسب، وتابعت: أغلب طلبات إعداد المأكولات تأتيني من ربات البيوت ثم المدرسات والموظفات. على صعيد آخر، نظمت جمعية بنيان الخيرية دورة تدريبية لمدة شهرين بعنوان "برنامج طهاة بنيان" لتوفير فرص عمل مناسبة للنساء السعوديات من الأسر المنتجة ذوات التأهيل العلمي الابتدائي والمتوسط؛ حيث تم تدريبهن على أسس وفن الطهي وتوفير خدمات تقديم الطعام بشكل محترف، وبلغ عدد المتدربات في البرنامج 11 متدربة، تأهلن خلال تجربتهم الأولى لإعداد بوفية متكامل من الأطباق العالمية والمأكولات الشعبية بإشراف عدد من المُدربات المختصات.