نادراً ما يجتمع التاريخ والوصف والأحداث، كما يجتمع في مسجد "الباشا" الواقع ضمن امتداد المنطقة التاريخية وتحديداً في حارة "الشام"، بشارع الملك عبد العزيز بجدة، هذا المسجد كما تشير المصادر التاريخية التي استقصت عنها "الوطن"، يختزل قصته في نحو ثلاثة قرون، وبدا مهماً من خلال البحث في تفاصيله الميدانية أنه يحمل أهمية في السياق العام لدى الجهات السياحية الرسمية، والمهتمين بتدوين تاريخ مساجد هذه المنطقة.
المركز الوطني للأبحاث والتوثيق بالمنطقة التاريخية (مؤسسة مدنية) يقوم بعمل "ثقافي – توعوي"، عبر تذكير الأجيال الجديدة بأهم معالم هذه المنطقة، ومن ضمن ذلك تصميمه تذكارات خاصة، بالمساجد التاريخية في المنطقة، والتي يهديها لزوار التاريخية، ومن ذلك تذكار مسجد "الباشا" مع صور قديمة له تحكي فصول بناءه والعمليات التي جرت له، يشير التذكار من أن والي جدة في القرن الثاني عشر في العهد العثماني الأول أبو بكر حسين باشا، ويأتي ضمن الأوقاف التي أسسها عام 1147هـ، وهو معروف في "السالنامة" بـ "جاويش باشا بكر باشا"، وفي مكة المكرمة بـ "بكير باشا".
الهيئة العامة للسياحة والآثار تورد في موقعها الالكتروني الرسمي، أنه كان لمسجد الباشا مئذنة أعطت المدينة معلماً أثرياً معمارياً وقد بقيت على حالها حتى 1978 عندما هدم المسجد وأقيم مكانه المسجد الجديد بنفس الاسم.
التفاصيل التاريخية التي لا زالت باقية في أذهان مجاوري المسجد العتيق، الذين عرفوا بقعتهم جيداً، ومنها أن أبو بكر حسين باشا، عرف عنه الصلاح وحب الخير، وأوقف الكثير من المبرات والخيرات في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، منها مركز الباشا القديم وبرج الباشا بحارة الشام.
لا زال المهتمون بتدوين تاريخ المنطقة التاريخية التي تمثل "الأساس التاريخي" لأهالي المدينة، يتذكرون جيداً في صفحة شبكة التواصل الاجتماعي، هذا المسجد والذاكرة التاريخية التي يحملها والتي وصلت إلى ثلاثة قرون تقريباً.
بعض أصحاب مواقع الفيسبوك كان يطالبون هيئة السياحة والآثار، بعمل فيلم "وثائقي" عن مساجد التاريخية، وإبرازها ضمن "الثرات العالمي"، بهدف ألا يذهب التاريخ أدراج الرياح كما يقولون.
حتى موسوعة المعلومات الحرة العالمية المعروفة بـ"ويكبيديا"، حملت نصوصها العربية هي الأخرى معلومات وإدراجها ضمن أهم المساجد التاريخية التي لا زالت ذكراها باقية لليوم في محيط المنطقة المركزية المعروفة بالبلد.