هذا حدث فعلاً.. فقد التقى الممثل العالمي توم هانكس القبطان الأميركي ريتشارد فيلبس وجلس معه قبل أن يؤدي دوره، وتحدث معه حول الفيلم واقترب من شخصيته قبل أن يتقمصها، وفيلبس بحار أميركي تعرضت سفينته للقرصنة على أيدي صوماليين في المحيط الأطلسي في عام 2009 واستطاع إنقاذها.

يؤكد هانكس أنه أعجب جدا بشخصية فيلبس بعد قراءة قصته مع القراصنة في كتاب، وهو من اقترح تحويلها إلى فيلم سينمائي، ثم ذهب إليه وقال له: "أنت كتبت مذكراتك في كتاب وسردت المغامرة التي عشتها بالحرف الواحد، لكن السينما تختلف عن ذلك، وأنا عندما أتقمص شخصيتك ومهما فعلت، لن أتحول إلى قبطان حقيقي، وسأتفوه بكلمات لم تقلها أنت أبداً وسأجعلها تبدو صادقة لأن هذه هي مهنتي كممثل، وسأركب سفينة حقيقية لكنني لن أقودها وسأركب قارب نجاة لكن ربما في إطار لا علاقة له بالبحر مثلما فعلت أنت، وسأتصرف وكأنني في خطر، لكنني لن أكون في خطر. فهل أنت على استعداد لتحمل مثل هذه الأمور ومشاهدة حكايتك فوق الشاشة، على رغم التناقضات التي تعتمد عليها السينما، حتى عند قيامها بسرد قصة واقعية"؟

طبعا وافق القبطان فيلبس طالما أن الفيلم لا يحتوي على أكاذيب أو تحوير للقصة، ويؤكد هانكس أن أكثر شيء أثار إعجابه في الرجل هو صدقه وهدوء أعصابه واستخدامه المستمر للدبلوماسية، وحسن فهمه للعنصر البشري بشكل عام، وقدرته على إنقاذ البشر الذين كانوا معه.

القراصنة قام بأدوارهم ممثلون صوماليون وأفارقة فعلا، خضعوا للتدريب المكثف، لكن المخرج فضل خلال تصوير الفيلم، منع اختلاط الممثلين على السفينة مع الممثلين القراصنة، وذلك حرصاً على واقعية خوف أهل السفينة في المشاهد الخطيرة، وأيضاً من أجل ألا يتردد القراصنة في التهجم عليهم أثناء التصوير.