تراجع حجم الإقبال خلال الأيام الأولى من أيام شهر رمضان الحالي على جبل كنزان "الشعبة" الواقع إلى الشمال من محافظة الأحساء "12 كيلو مترا من مدينة الهفوف"، بنسبة تجاوزت الـ75% مقارنة بأيام رمضان في المواسم الماضية، إذ كان يشهد خلال ساعات "العصر" من نهار أيام شهر رمضان، وعلى مدى أكثر من 13 عاما ماضية، استقطاب أعداد كبيرة من هواة صعود الكثبان الرملية "التطعيس".
"الوطن"، زارت أول من أمس موقع الجبل، ولاحظت ذلك الانخفاض في أعداد المرتادين، وكذلك المركبات المشاركة في استعراضات "التطعيس"، والتقت بمجموعة من هواة "التطعيس" ومرتادي الجبل، الذين أكدوا أن سبب ذلك التراجع هو "شدة الحر"، وتجاوز درجات الحرارة لأكثر من 45 درجة مئوية عصرا.
وأبان محمد الطويل أن سبب عزوف كثير من الشباب الحضور إلى الجبل في أيام رمضان الحالية إلى "شدة الحر"، التي هي غير مناسبة تماما لسيارات "التطعيس"، فمثل هذه السيارة تحتاج إلى أجواء باردة، لتساعد محركات السيارة "المعدلة" في مقاومة الصعود لتلك التلال الرملية، ومنع انزلاقها من المرتفعات الرملية، وأن بعض السيارات غير المجهزة لمجابهة ارتفاع درجة حرارة المحركات، قد تتعرض لمخاطر الحريق، فالكثير يفضل عدم صعود التلال الرملية "الطويلة"، والاكتفاء بالصعود للكثبان الرملية "القصيرة"، كإجراء احتياطي لمنع ارتفاع حرارة المحركات.
وتابعه زميله أنور أبو صالح أن كثيرا من محبي مشاهدة "التطعيس"، يرغبون في مشاهدة استعراضات "خطيرة" – على حد قوله -، وأن الكثير من هواة "التطعيس" لا يخاطرون بأنفسهم ومركباتهم بأداء استعراضات محببة للجمهور بسبب مخاوف احتراق مركباتهم الناتجة عن حرارة الطقس، فهم يتخذون طرقا مختلفة للابتعاد عن تلك المخاطر، مشيرا إلى أن العزوف الكبير في تراجع أعداد مرتادي الجبل هذا العام من الطرفين، وهما: هواة التطعيس أنفسهم والجمهور.
وذكر طالب الزويد أنه مستمر في التردد على موقع الجبل منذ أول أيام شهر رمضان الحالي، خلال ساعات النهار باعتباره متنفسا طبيعيا، مؤكدا أن كثير من الشبان، يحضرون إلى موقع الجبل، وينتظرون لبعض الوقت في مركباتهم وبعدها يغادرون الموقع، بسبب عدم مشاهدتهم لاستعراضات "التطعيس"، كما اعتادوا على مشاهدتها في الأعوام الماضية، فكان الجبل يستقطب أعدادا كبيرة من هواة التطعيس من بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ومن مدن ومحافظات المنطقة الشرقية والرياض، إذ كانت سمعة هذا "الجبل" ذائعة الصيت عند المهتمين بـ"التطعيس"، وهناك شباب أحسائيون، معروفون بإمكاناتهم الكبيرة في تحويل السيارات إلى سيارات لـ"التطعيس"، وأن الجبل كان يشهد وصول أرتال طويلة من السيارات، وأن موقع الجبل أشبه ما يكون بـ"خلية النحل"، مؤكدا أن شهر "رمضان" الحالي هو الأقل في أعداد المرتادين للجبل، حيث كانت الساعة الرابعة عصرا في المواسم الماضية هي وقت ذروة ممارسة "التطعيس" في الجبل، وهذا العام الساعة الرابعة عصرا، يكون الجبل "خاليا" ليبدأ وصول بعض المجموعات من المرتادين إلى مواقع الجبل المختلفة عند الساعة الخامسة عصرا مع اقتراب غروب الشمس. وأضاف سعد الزامل أن أفضل أوقات لـ"التطعيس"، في الأجواء الباردة، ويفضل في الأوقات "الممطرة" نظرا لتماسك التربة عند هطول الأمطار، والذي يساعد في ممارسة الهواية كذلك قياس حجم الهواء في الإطارات، وينصح أن يكون الهواء قليلا ليساعد على تجاوز الرمال، وعند الانتهاء من ممارسة هذه الهواية يفضل زيادة مستوى الهواء في الإطارات لمنع تعرض الإطارات للتلف، فالكثير من الهواة عند وصولهم للجبل يخفضون الهواء في إطارات مركباتهم، وقبيل مغادرتهم الجبل يقومون بزيادة الهواء.