أكد نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز أمس أن الولايات المتحدة لن تحاول فرض نموذجها على مصر ولن تدعم أطرافا أو شخصيات بعينها، مطالبا الجيش بتجنب الاعتقالات ذات الدوافع السياسية، مشددا على أن يجب أن تكون الفترة المقبلة للحوار وإنهاء العنف. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة أمس. ويزور بيرنز القاهرة في أول زيارة على مستوى عال يقوم بها مسؤول أميركي إلى البلاد منذ أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي. وأجرى بيرنز مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين والتيارات السياسية لبحث تطورات العملية السياسية في مصر والملامح الرئيسية لخارطة الطريق، إضافة لمناقشة الأوضاع الاقتصادية في المرحلة الانتقالية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

والتقى بيرنز الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور، ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي، بحضور السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون.

وتهدف الزيارة لتأكيد دعم الولايات المتحدة للمصريين من أجل إنهاء العنف وضمان مرحلة انتقالية تقود إلى حكومة مدنية منفتحة ومنتخبة ديموقراطيا، على حد وصف الخارجية الأميركية.

في غضون ذلك، أمر النائب العام المستشار هشام بركات بالقبض على سبعة من زعماء جماعة الإخوان المسلمين والقيادات الإسلامية منهم عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، ومحمد البلتاجي القيادي بالجماعة، باتهامات تضمنت التحريض على العنف وتمويل أعمال عنف وبلطجة. وحددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار نبيل صليب جلسة 21 يوليو الجاري لنظر القرار بمنع 14 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين من التصرف أموالهم.

وبدأت البنوك تنفيذ قرار تجميد الحسابات الخاصة بالقيادات المنتمية للتيار الديني ومنهم مرشد عام الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر والمرشد السابق مهدي عاكف، ورئيس مجلس الشعب السابق محمد سعد الكتاتني، ورشاد بيومي وعصام العريان وصفوت حجازي ومحمد البلتاجى وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط وعاصم عبدالماجد وحازم أبو إسماعيل وطارق الزمر ومحمد العمدة. وقال المسؤول التنفيذي بالبنك الأهلي حسين رفاعي "مثل هذه الإجراءات دائما ما تتخذ بشكل احترازي حيث يتم تجميد التعامل على الحسابات والأرصدة الخاصة بالأفراد الذين قد يشكلون خطرا على الأمن العام في أوقات معينة، مع مراعاة أن عددا كبيرا من القيادات وحتى الأفراد المنتمين لتلك التيارات لم تكن تتعامل مع البنوك على أساس تحريمها لنشاطها في الأساس، ولذلك فمن الممكن ألا يكون لهذا تأثير قوى من الناحية الفعلية". كما جمدت إدارة البورصة أرصدة وحسابات وأسهم 14 شخصية من المنتمين للتيارات الإسلامية، بناء على خطاب تلقته من النائب العام المستشار هشام بركات. وقال رئيس البورصة عاطف الشريف "تمت مخاطبة جميع الشركات العاملة بالسوق لاتخاذ ما يلزم، كما قام بتجميد من لهم تعاملات من بين الأسماء التي شملها قرر التجميد منعا للقيام بأية عمليات بالسوق". وحول التشكيل الجديد، قال الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء المكلف، إنه سيستكمل المشاورات لتشكيل الحكومة، على أن تؤدي الحكومة اليمين الدستورية إما مساء اليوم أو غدا.

وتولى اللواء شرطة محمد أبو شادي منصب وزير التموين في الحكومة الجديدة، حيث كان يشغل من قبل منصب رئيس مباحث التموين بالوزارة.

كما اختيرت إيناس عبدالدايم الرئيسة السابقة لأوبرا القاهرة التي أقالتها حكومة الرئيس المعزول مرسي، وزيرة للثقافة في الحكومة الانتقالية الجديدة. وأعلنت عبدالدايم عازفة الفلوت التي تلقت دراستها بفرنسا أمس، أنها قبلت المنصب. وترددت أنباء عن استمرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع مع تعيينه نائبا أول لرئيس الوزراء.

من جهته، أكد المستشار الإعلامي للرئيس المصري الموقت أحمد المسلماني أن وزارة الإعلام بقياداتها الوزارية الجديدة قائمة، وستمارس عملها كالمعتاد خلال فترة انتقالية من المرجح أن تستمر نحو أربعة أشهر. وأوضح أنه سيتم بعد هذه الفترة إلغاء الوزارة ثم تأسيس هيئة مستقلة للإعلام الوطني تحل محلها.

إلى ذلك نجحت الشرطة بعد استخدام القنابل المسيلة للدموع في تفريق مسيرة لأنصار "مرسي" قطعت السير فوق جسر 6 أكتوبر أعلى منطقة رمسيس بوسط القاهرة قبل أن يعودوا إلى التجمع مرة أخرى.