علمت "الوطن" من مصادر بالجيش السوري الحر أن خطةً بديلة وضعت للتخفيف عن حمص التي تعاني من حصارٍ لأشهر، تقتضي باقتحام محافظة حماة، التي يعتبرها النظام من أهم المدن التي لم "تتزحزح" من قبضته.

وقال قائد ميداني في الجيش السوري الحر لـ"الوطن" أمس، "إن اقتحام حماة، وإلحاق الضرر بالنظام هناك، سيكون بمثابة تخفيف من الضغط على حمص، التي تُعاني من حصارٍ خانق مضى عليه أكثر من عام، وقصفٍ لم يتوقف بلغ حتى الآن أكثر من 15 يوماً على التوالي".

لكن القائد شكا "صراحةً" مما وصفه بـ"نقص العتاد"، في وقتٍ تحاول فيه قوات النظام تنفيذ اقتحام حمص للسيطرة على المحافظة المحاصرة، إلا أنها لم تتمكن منذ أشهر من عمليات "الكر والفر" بين قوات النظام من جانب، ومقاتلي الجيش الحر من جانبٍ آخر.

ومضى يقول "لدينا خطة جاهزة لاقتحام حماة، سنبدأ بتشكيل غرفة عمليات فور حصولنا على السلاح، لأن حماة لنا هي ظهر النظام في ما يتعلق بحمص، وبالأجزاء الأخرى من الأراضي السورية، أهمية حماة تكمن في موقعها الاستراتيجي، نحن كمقاتلين نراها ونصنفها ظهر النظام الذي لا يمكن أن يستغني عنه، إن نفذنا الخطة بعد حصولنا على السلاح ستكون ضربةً موجعةً له ولقواته".

واعتبر أنه إن سقطت حماة في أيدي الجيش الحر، فمن هذا المنطلق "سترتاح حمص"، وبالتالي يمكن لمقاتلي الحر أيضاً أن يلحقوا بقوات الأسد هزيمةً بحمص، لكن ضرورة أن تكون حماة خارج المعادلة، أي بمعنى مُسيطرٌ عليها من قبل قوات المعارضة.

وكشف القائد الميداني، الذي فضل عدم الافصاح عن هويته، عن تقدمٍ لقوات النظام في عدد من أجزاء العاصمة دمشق، كالقابون، وجوبر، والمعظمية، وتأخذ عملياته بالتوسع تجاه الغوطة الشرقية، وهذا يعود طبقاً لرؤية القائد الميداني، لتراخي بعض كتائب الجيش الحر، التي لا تزال بانتظار الحصول على سلاح نوعي.

ميدانياً، عاد حي القابون إلى الواجهة الساخنة، حيث أكدت الهيئة العامة للثورة السورية، أن الحي الذي يُعاني من حصارٍ لأكثر من 27 يوماً، فشلت فيه قوات النظام من اقتحامه، وهو ما قادها إلى اللجوء إلى "الدروع البشرية"، في محاولات اقتحامها للحي، في الوقت الذي كشفت فيه الهيئة عن تنفيذ مجزرةٍ ذهب ضحيتها أكثر من 20 شخصاً على يد شبيحة النظام.

وبدا واضحاً تنافس حيي تشرين الدمشقي، والقابون، ومحافظة حمص، في ما يتعلق بعدد المجازر والقتلى، فيما عادت "الفرقة الرابعة المعروفة بفرقة ماهر الأسد" إلى الواجهة من جديد، حيث أكد ناشطون حشد أعداد كبيرة من العتاد التابعة للكتيبتين الأخطر في سورية، على تخوم حي التضامن في العاصمة دمشق.

وفي إدلب قتل 29 شخصا بقصف صاروخي وجوي الأحد على قرى بمحافظة إدلب، في أعنف قصف على المنطقة منذ أشهر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 13 شخصا قتلوا في بلدة المغارة، وثلاثة في ابلين، وأربعة في بسامس، وثلاثة في كفرنبل، وستة في البارة. وتقع هذه القرى في منطقة جبل الزاوية الواقعة بين محافظة حماة (وسط) ومدينة إدلب. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم ريف إدلب.

واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام بارتكاب "مجازر" في هذه القرى.