السخط أسهل طرق التعبير وأكثرها شيوعا.. فتش حولك عن الساخطين ستجدهم في كل مكان.. الجميع "يلعن الظلام".

مجتمعنا يئن من وطأة الأفكار الساخطة والسلبية.. وربما النتيجة الحتمية أننا أصبحنا بالفعل نشعر بالتشاؤم..

يقول "جاك هيرك" مؤسس شبكة "ويكي هاو" العالمية، التي تهتم بمساعدة الناس على التفكير الإيجابي: "كل ما حولنا هو نتيجة لأفكارنا".

لو استعرضت الآن مقالات الكتاب ـ بما فيها مقالاتي ـ وتغريدات مجتمع "تويتر" لخرجت بكم هائل من السخط.. النسبة الكبرى منها ساخطة.. والنتيجة أن نظرتك للحياة ستصبح أكثر سوداوية وتشاؤما.

ستقول لي: كل ما حولنا يدعو للسخط، وسجل عندك هذه القائمة السريعة "فوضى، فساد، مشاريع متعثرة، رشوة، بيروقراطية.. حتى المطر تحول من مصدر فرحة إلى مصدر خوف وسخط".

أقول لك: نعم، كل هذا موجود. وهناك ما هو أعظم.. ولكن هل حاولت أن تفعل شيئا لتغيير هذا الواقع؟ أنت تملك الكثير من الأشياء التي يمكنك فعلها للمساعدة.. كن جزءا من الحل.

يمكنك أن تسهم في علاج الكثير من السلبيات حولك: بدلا من لعن المرتشين والفاسدين، بلغ عنهم. توقف عن وصف فوضى حياتنا، وتحدث لعائلتك ومن حولك عن قيمة النظام، استبدل حديثك عن الفقراء بالحديث عن ثمار الصدقة والعمل الخيري.

قل الحمد لله.. واقرأ عن عشرات المجموعات التطوعية التي يزخر بها مجتمعنا.. كلها مبادرات إيجابية لأناس توقفوا عن ترديد عبارات السخط وبدؤوا في العمل الإيجابي.

سأنتقل بك إلى النقطة الثانية: لماذا نركز فقط على السلبيات؟ حياتنا مليئة بالأشياء الجميلة الأخرى، لماذا لا نبتهج بها ونتحدث عنها أيضا؟.. الحديث عن الإيجابيات يشعرنا بها.. استعراض قيمنا الدينية والاجتماعية الجميلة يجعلنا أكثر تمسكا بها.

المكاشفة مطلوبة.. وتوضيح مكامن الخلل والقصور مهم.. ولكن يجب أن يكون في إطار البحث عن العلاج.. وليس في جانبه السلبي الذي يكتفي بـ"لعن الظلام".