حفزت الأحداث الأخيرة، من حكم المحكمة الإدارية ببطلان انتخابات أدبي أبها، وما رافقها من تداعيات، أبرزها استقالة مدير عام الأندية الأدبية حسين بافقيه، عددا من المثقفين لإشعال مواقع التواصل الإلكتروني، ووضع علاقة وزارة الثقافة والإعلام بالأندية الأدبية والمثقفين تحت المجهر وتجديد المطالبة بمجلس أعلى للثقافة. فالقاص محمد الشقحاء تعجب مما اعتبره صمت وزارة الثقافة والإعلام حول تباين الموقف بين إجراء أدبي الشرقية وأدبي أبها، إضافة إلى الوضع المرتقب لحل مشاكل أدبي جازان. وتساءل عن ما يصفه بـ"فقدان الوزارة الرؤية وعدم استيعابها لدور الأندية وأهدافها". وقال: الوزارة غيبت تجربة قائمة منذ عقود ولها نظام يعمل به وخطة سير وتنظيم مالي للصرف، وتمنى الشقحاء من الوزارة الخروج من المأزق، مشيرا إلى اعتماد نظام الأندية الأدبية القديم الذي اعتمده الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد، وربط إدارة الأندية بمكتب الوزير مباشرة لتحقيق الصفة الاعتبارية للنادي.

رئيس نادي أبها الأسبق أنور خليل رأى أن المرحلة لا تحتاج إلى إعفاء شخص وتعيين آخر، ولا لإدارة للأندية أو وكالة للثقافة، المرحلة بحاجة ماسة إلى مجلس أعلى للثقافة تدار من خلاله الثقافة في بلادنا. وعلق الدكتور عبدالله حامد بقوله إن بافقيه مطالب - كما وعدنا سابقا- بكشف من أعاقه عن أداء عمله. وبين أن وزير الثقافة والإعلام لا يرضى بالضغوط التي مورست على بافقيه راجيا إياه باسم الحق والعدل أن يتدخل شخصيا في الموضوع، وأن يرفض استقالة بافقيه، وأن يواصل ما بدأه من إصلاح في إدارة الفعل الثقافي في الوزارة، وقال إن بافقيه لن يستقيل إلا لوجود خلل كبير، فأدركه أيها الوزير؛ ليشهد لك تاريخنا الثقافي بأنك ناصرت العدل ورفضت الظلم والإقصاء والفساد.

بينما تساءل الدكتور عبدالرحمن المحسني عن مكمن الخلل في وزارة الثقافة والإعلام مشيرا إلى أنه من المحزن فعلا أن نصل مع وزارة الثقافة إلى هذا الطريق الذي لا ينصفك فيه من وزارتك - التي يفترض أن ترعى حقوقك - لا ينصفك غير القضاء! . وأشار إلى أن قضية نادي أبها منظورة في المحكمة من عام ونصف تقريبا في ظل تماد في صمت الوزارة رغم محاولاتنا معها ألا يقول القضاء كلمته دون أن نحل قضيتنا معها، لكن لم تتم الاستجابة حتى قال القضاء كلمته الفصل ببطلان انتخابات نادي أبها الأدبي وحل مجلس الإدارة. وتمنى أن تخرج الوزارة عن صمتها وتضع نقاطا على مساحات طال إبهامها.

واتهم الشاعر عبدالرحمن الحربي كل انتخابات الأندية الأدبية بأنها مزورة باستثناء نادي مكة، والدليل، على حد قوله، أن برنامج التصويت ليس له قاعدة بيانات والطابعة لم تكن موصولة بالجهاز والورقة التي بها نتائج الانتخابات طبعت قبل البدء بالانتخاب، وأما بالنسبة لمخالفة لائحة الانتخابات فلا أعتقد أن ناديا خلا منها. وتمنى غرم الله الصقاعي الاهتمام كثيرا بتطبيق الأنظمة والدعوة إلى عمل مؤسسي يرتبط باللوائح والأنظمة وليس بالأفراد، يمكن من خلالها أن نعرف الحقوق والواجبات، ومن خلالها يمكن أن نحقق الكثير من الإنتاجية والكثير من المصداقية مع أنفسنا والآخرين.