حاول الصينيون البحث عن هدايا غير مصنوعة ببلادهم داخل الأسواق في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة، طلبا لشيء مختلف يفرحون فيه أهاليهم وأصدقاءهم في بلادهم، إلا أن الواقع فرض نفسه عليهم بعد إدراكهم أن جميع البضاعة التي يبحثون عنها هي من صنع بلادهم وسيعودون بها إلى موطنها الأصلي.

وبزاويا الأسواق يردد باعة محال التحف والهدايا في المنطقة المركزية والبسطات المنتشرة في المواقع التاريخية للزوار والمعتمرين القادمين للمدينة المنورة بعبارة "بضاعتكم ردت إليكم"، كطريقة لجذب الزوار لشراء تحف تحمل طابع الحرمين الشريفين صنعت في بلدانهم، إذ لا يجد المعتمر من دولة شرق آسيوية أو الدول العربية المجاورة غرابة عند تبضعه من محلات بيع الهدايا والتحف في محل بجوار الحرم النبوي الشريف، وقد كتبت اسم دولته على الهدايا المعروضة للبيع ولا يتردد بشراء المعروض من محل بيع الهدايا القادمة من بلاده وإعادتها كهدايا لذويه في بلاده.

ويحوي محلا مساحته لا تتجاوز 12 مترا أنواعا من الهدايا جلبت لعرضها على زوار المدينة تحمل صناعات دول آسيوية أغلبها من الصين أو الدول القريبة من الخليج العربي ولا تتجاوز سعر هذه الهدايا الـ"10" ريالات، فيما توجد فيه بعض المشغولات اليدوية من دول عربية مثل مصر، وتختلف المقتنيات بالمحل المخصص لبيع الهدايا بأنواع مختلفة من أدوات زينة وملابس وحافظات نقود وسبح وألعاب إلكترونية جميعها مصنعة في شرق آسيا.

وبرر عبدالله السيد بائع في محل الهدايا أن المقتنيات في المحل يفضلها زوار المدينة المنورة لقيمتها المادية فهي لا تكلف الزائر مبلغا عاليا ويمكنه أن يتبضع عددا من الهدايا بمبلغ زهيد فيما يهم الزائر أن الذي ابتاعه من المدينة أو مكة المكرمة مهما كلفه الأمر وقد يرى الزائر أن المقتنى من البلاد المقدسة يحمل صفات مباركة عن غيره لو تواجد في بلده ذات النوعية.

وقال إن محال الهدايا قائمة على البضائع رخيصة الثمن القادمة غالبا من دولة الصين ويقف خلف هذه التجارة عدد من التجار المتخصصين في جلب عدد من البضائع الصينية عن طريق وكلاء صينيين ويقوم مندوب هؤلاء التجار بتسويق بضائعه على محلاتنا لبيعها بالتجزئة ويكون في بعض الأحيان زبون المحل من دولة الصين ويقتني ما صنع في بلاده لكنه يوقن أن ما وجد في بلاد الحرمين له طابع خاص.

وأوضح محمود الحفظي من دولة مصر الشقيقة أن اقتناء المشتريات من المدينة يمثل عادة مباركة ولا يمكن للشخص أن يقدم إلى المدينة المنورة دون اقتناء ملابس جديدة لبدء زيارته للحرم النبوي الشريف واستكمال باقي المشاعر وتنتهي الزيارة باقتناء هدايا خاصة للأحباب والمقربين في البلد لكن يكون في المدينة بالرغم أن بعض المقتنيات الموجودة مصنعة في بلدنا لكن شراءها من المدينة له معنى لا يفهمه إلا زائر المدينة المنورة.

في المقابل، ذكر رئيس اللجنة التجارية بالغرفة الصناعية بالمدينة محمود رشوان في تعليقه على غياب هدايا ومقتنيات الزوار والمعتمرين المصنعة بالمدينة أو بمكة أن هذا المجال وإحجامه يكشف مقدار الفجوة لعدم دراسة معدة من قبل الجهات المعنية، حيث إن الإحصاءات المقربة لمقدار هذا المجال والذي يفترض أن يكون في صالح الشأن المحلي لا يقل عن ملياري ريال سعودي، وسيتم التوقيع مع مكتب استشارات اقتصادية لإيضاح جدوى الدراسات لطرحها للمستثمرين والاستفادة من هذا المجال والفرص المطروحة.