رصدت جولة لـ"الوطن" خلال شهر رمضان، صوراً متعددة لاستغلال الأطفال بشكل غير قانوني والاستعطاف بهم عند الإشارات المرورية، وأمام المارة، وفي ممرات المجمعات التجارية وعند المساجد وذلك بغرض التسول، أو حتى البيع.
وكشف المستشار القانوني وعضو جمعية حقوق الإنسان خالد الفاخري لـ"الوطن"، عن رصد الجهات التنفيذية زيادة في استغلال الأطفال خلال شهر رمضان عن الأيام العادية بنسبة 40?، حيث تديرهم عصابات منظمة، وذلك بعد تهريب أغلبهم من الدول الحدودية، وأضاف الفاخري قائلا: إن عمل الأطفال ليس ظاهرة، وإنما استغلال موسمي، وهو ما يتنافى مع الأنظمة الموقعة لاتفاقية حقوق الإنسان، وكذلك يتنافى مع الأنظمة الداخلية للمملكة التي وُقعت من خلال اتفاقية حقوق الطفل، الأمر الذي يمكن إدراجه في خانة الاتجار بالبشر. وأضاف: لذلك أناشد الجهات المعنية تفعيل نظام حماية الطفل، الذي يعتبر جزءا من نظام المملكة لتفادي انتشار مثل هذه الحالات، علما بأن عمل الأطفال لا يعلمهم المسؤولية كما قد يدعي البعض، وإنما يسبب لهم الإجهاد وهو استغلال واستجداء للمسلمين، وخاصة في المواسم التي يغلب فيها العطاء وإخراج الصدقات.
ويقر أحمد الخالدي -رجل الأمن في أحد المجمعات التجارية- بوجود تشكيل منظم للمتسولين عند المجمع حيث يقول: اعتدت على منظر إنزال الأطفال من مركبات بشكل يومي في رمضان، وذلك من بعد صلاة التراويح وحتى إغلاق المجمع لأبوابه ليلا، قبل أن تعود نفس المركبات لتقلهم مرة أخرى، ولمداراة تسولهم يحتفظ بعضهم بميزان لقياس الوزن للمارة بمقابل مالي، وبالنسبة لي فإنني أرهقت من كثرة طردي لهم بلا فائدة، حيث يعودون في كل مرة من مختلف البوابات.فيما يعترف المواطن سالم العلي خلال تسوقه بأحد المجمعات التجارية بأنه يرضخ أحيانا كثيرة لتوسلات بعض هؤلاء الأطفال المتسولين ويمنحهم المال. ويضيف قائلا: أكاد أجزم أنهم عصابات منظمة، ولكن طريقتهم في التمسك بي أثناء التسوق تثير خجلي أمام الناس، فأضطر إلى منحهم ريالات قليلة لمجرد أن يبتعدوا عني، كما أنني أعطف عليهم لأني أعلم أنهم مجبرون على ذلك، وهنا يجب على "مكافحة التسول" وإدارات المجمعات التجارية التصدي لهم بدلا من السماح لهم بدخول الأسواق بهذه الطريقة.